سبب هذه المقدمة أننا كثيرا ما نسأل أنفسنا، ونسأل غيرنا، أسئلة خاطئة، ونتوقع إجابات مفيدة. النتيجة المحتومة أن الفضاء العام يمتلئ بتصورات غير صحيحة عما دار ويدور حولنا، وعما نسعى لتحقيقه فى المستقبل.المثال الأول: هل كان عبد الناصر أفضل من السادات، وما موقع مبارك من هذه المفاضلة؟ الفرضية الخاطئة فى هذا السؤال أن الأشخاص وحدهم يصنعون التاريخ، وأن الظروف الموضوعية لا تلعب دورا مهما فى مصائر الشعوب والأوطان.
.. فى المقابل، ماذا لو كان السؤال: هل اختلف النظام السياسى فى مصر كثيرا منذ عام 1952 حتى الآن؟ ظنى أن التحليل الموضوعى سوف يقودنا إلى أن التغيير كان طفيفا، وأن مشكلتنا الحقيقية أننا أقلعنا عن الديمقراطية خلال هذه الفترة بأكملها، رغم أنها كانت أحد المبادئ الستة للثورة. إجابة السؤال الأول تشى بأننا مشغولون بالحكم على الماضى، أما إجابة السؤال الثانى فمن الممكن أن تدفعنا لتبنى نظام سياسى يحاكى النظم السائدة فى الدول التى تقدمت، والفرق بين الحالتين كبير.
المثال الثانى: ما هى الدولة التى يجب أن نحذو حذوها كى نلحق بركب التقدم والحداثة؟ الفرضية الخاطئة فى هذا السؤال أنه من الممكن أن تتشابه دولتان فى كل شىء، بما فى ذلك التاريخ والجغرافيا والثقافة، وهذا مستحيل.
المثال الأخير: هل من الأفضل لمصر أن تسعى لإدارة الثروة، أم لإدارة الفقر؟ والمعنى الخفى هنا أن تراكم الثروة هو الذى ينهض بالبلاد والعباد، وغيره مضيعة للوقت. الإشكالية فى هذا الطرح أنه يقوم على فرضية أن الفقر المؤقت ضرورة حتمية لتراكم الثروة، وهذا ليس صحيحا. المسألة تتوقف على الكيفية التى يتم بها تراكم الثروة، وفى أى قطاع، وأى موقع جغرافى، ولمصلحة أى جماعات، كما تتوقف على إدراك أن تراكم الثروة له آثار توزيعية فى الوقت الذى يحدث فيه التراكم.
الأمثلة على الأسئلة التى تطرح خطأ، بحسن أو بسوء نية، كثيرة، وعادة ما ننشغل بإجابتها دون أن نتساءل عن معقوليتها، أو فائدتها. تمحيص ما يطرح من أسئلة قبل الانخراط فى إجابتها يجنبنا خلافات لا طائل من ورائها، والإجابة عن أسئلة صحيحة يساعدنا على المضى قدما إلى الأمام. ومن هنا تأتى أهمية السؤال مقارنة بإجابته.
الأسلوب سلس وشيق دون اطاله أو اسهاب بلا فائده ..
مقال رائع .. وطريقة جديده لمحاربة التضليل العقلي ..شكرا جزيلا ..
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: AlAhramGate - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Mobtada - 🏆 2. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlAhramGate - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: ElwatanNews - 🏆 23. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: ElBaladOfficial - 🏆 11. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: ElwatanNews - 🏆 23. / 51 اقرأ أكثر »