السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبادرات لمكافحة التنمر وبناء الشخصية الإيجابية

مبادرات لمكافحة التنمر وبناء الشخصية الإيجابية
20 نوفمبر 2019 02:16

مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

أكد عمر أحمد الشعر، مدير مدرسة موسى بن نصير للتعليم الأساسي - الحلقة الثانية، بمنطقة رأس الخيمة التعليمية، أن التنمر بمعناه الحقيقي غير موجود لدينا في مدارس الدولة، ولا يشكل ظاهرة منتشرة بين مراحل المدارس السنية، بقدر ماهي مجموعة من التراكمات السلوكية السلبية التي يكتسبها المتنمر نتيجة لعدد من العوامل الخارجية التي يتأثر بها، سواء من خارج أو داخل المدرسة، منوهاً بضرورة إيجاد وسائل ومناشط وطرق لتفريغ تلك الطاقة السلبية، والبحث عن النقطة الإيجابية التي يميل لها الطالب ويتحول من طالب سلبي لطالب قيادي وإيجابي، والذي يتحقق بتعاون الأسرة مع المدرسة، باعتبارهما المؤثرين الرئيسين للعملية التعليمية.
وبين الشعر أن إدارة المدرسة أطلقت ملتقى بعنوان «حماية الطفل من التنمر» «معاً ضد التنمر.. معاً أصدقاء»، والذي تم من خلاله تعريف التنمر وأنواعه وطرق حماية الطفل منه والوقاية من مخاطرة وظهوره، قدمها عدد من المختصين، مشيراً إلى أن المدرسة حولت، ضمن عدد من مناشطها التعليمية، السلوكيات السلبية إلى سلوكيات إيجابية والتي ساهمت بتقليل نسبة التنمر بصفة كبيرة، مثل «عيال زايد، فزعة، وضابط السلوك» وغيرها من الأنشطة التي تعزز من ثقتهم بذاتهم وتجعل منهم طلاباً قيادين، وذلك من خلال احتضان الطلاب وفتح أبواب المدرسة طوال الستة أيام في الأسبوع، موضحاً أن إدارة المدرسة شكلت فريقاً لدعم الطلاب سلوكياً ودراسياً، لمساعدتهم للخروج من المشكلة والتي حلت أكثر من 80% من المشاكل التي يتعرض لها الطلاب.
بدوره، عرف الدكتور فيصل الميل، محاضر أكاديمي في جامعة عجمان، عميد متقاعد من وزارة الداخلية، التنمر بأنه سلوك عدواني يصدر من شخص أو عدة أشخاص تجاه آخرين، وقد يحدث في أي مكان في المدرسة أو البيت أو الملعب، ونتيجة هذا السلوك قد يلحق الأذى والضرر والخوف بالطفل المعتدى عليه، منوهاً بأننا في دولة الإمارات لا نعيش حالة تنمر حقيقية في المدارس بقدر ما هي إلا مجموعة من التصرفات السلبية التي تتعدد أشكالها، سواء لفظية أو جسدية أو عاطفية.
وأشار إلى أن كل سلوك عبارة عن خصال اكتسبها الطفل من المحيطين به مثل العبارات أو الكلمات، أو حتى الإيماءات، كالسب والشتم والاستهزاء بشكله الديني، أو الأسري، أو المستوى المعيشي، أو التحصيل الدراسي، أو التهديديات، مؤكداً أن 52% من طلاب العالم تعرضوا للتنمر بمختلف أنواعه، منوهاً بأن مدارس الدولة لم تصل للمرحلة الخطر في مسألة التنمر.
وبين الميل أن التنمر يعد حالة مرضية يجب علاجها من جميع الاتجاهات، خاصة أنه يسبب نوعاً من الخوف وزعزعة الثقة بالنفس، ولها مؤثرات بدنية ونفسية على المتنمر والمتنمر عليه، منوهاً بأن الطفل ضريبة عوامل عدة في الحياة، ونتيجة أسباب عدة يخلق من ورائها طفل متنمر كالمشاكل الأسرية، الصحية، والحالة الاقتصادية، والإعلام يتسبب بنسبة 50% في تعزيز حب التنمر لدى الطالب، مشدداً على ضرورة التوعية الدينية.
وأجمعت إدارات المدارس على أن الجاني والمجني عليه في قضية التنمر ضحايا معاً دون استثناء، لذا لا بد من حل المشكلة لكلا الطرفين، مشيرين إلى الدور الإيجابي الذي حدث نتيجة إطلاق الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في مدارس الدولة، وكان أمراً جيداً ومهماً، خاصة في مجال التوعية.
بدورهم، طالب أولياء أمور ضرورة تفعيل عدد من القوانين الصارمة لردع كل من تسول له نفسه ممارسة التنمر، سواءً لفظياً أو جسدياً أو عاطفياً، أو أن تكثف الحملات التوعوية والتثقيفية لدى الأهالي والطلاب في كيفية الدفاع عن الشخص المتنمر عليه «الضحية».

الأكثر تعرضاً للتنمر
قالت شيخة سعيد، عضو اللجنة التربوية لمجلس أولياء أمور طلبة منطقة رأس الخيمة التعليمية، إن أكثر الأطفال تعرضاً للاعتداء هم أصحاب البنية الضعيفة أو الأكثر بدانة، الأطفال الذين تنقصهم الثقة بالنفس وذوي القدرات الضعيفة، والأطفال الوحيدون أو المنعزلون اجتماعياً، والأطفال الخجولون الذين يسهل استفزازهم، لافتة إلى أن هناك صفات شخصية لكل طرف، فالمتنمر يتميز بعدم وجود دافعية للتعلم، وكثير الحركة ومثير للشغب، أما المتنمر عليه، فيكون مزاجه سيئاً، سريع الانفعال، تظهر لديه مشاكل في النوم، ضياع أو تخريب كتبه، يبدأ في الاعتداء على إخوته، ويرفض الذهاب للمدرسة، ويظهر عليه عدم التركيز في المدرسة، وأوجاع في الرأس والظهر والبطن، والانعزال والانسحاب وغيرها من المؤشرات.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©