الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عطاء الإمارات كشف مخططات «الإخوان» في اليمن

عطاء الإمارات كشف مخططات «الإخوان» في اليمن
23 أغسطس 2019 00:12

بسام عبد السلام (عدن)

منذ الوهلة الأولى لانطلاق تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة أول من لبى نداء الواجب الإنساني والوطني، وسارعت إلى تقديم المساعدة والعون للأشقاء، والتخفيف من معاناتهم جراء الأوضاع الصعبة والمأساوية التي تسببت بها ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران.

جهود جبارة
جهود إغاثية وإنسانية بذلتها الإمارات، عبر أذرعها الإنسانية، جعلتها الأولى عالمياً، من حيث المساعدات المقدمة للشعب اليمني خلال الأزمة الراهنة، وفقاً لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة وهيئات ومنظمات إغاثية إقليمية ودولية.
وعلى مدى 4 سنوات ماضية، كانت الهيئات والمؤسسات الإماراتية تعمل جاهدةً على تخفيف معاناة المواطنين في المحافظات اليمنية وبمختلف الجوانب والنواحي، وساهمت تلك الجهود بشكل كبير في تطبيع الحياة في معظم المناطق المحررة، بدءاً من عدن عقب تحريرها في يوليو 2015 وصولاً إلى تبني اتفاقيات تنموية مع محافظات في عدن وحضرموت وسقطرى ولحج وأبين والضالع وتعز والحديدة.
وعمدت الإمارات على تقديم مساعدات متنوعة، غطت مختلف القطاعات والاحتياجات الإغاثية والتنموية لمختلف الفئات، حيث ساهمت تلك البرامج والمشاريع في تحسين الحياة المعيشية لملايين اليمنيين، عبر دعم القطاعات الخدمية والبنية التحتية ومكافحة الأمراض والأوبئة، وتقديم الغذاء والدواء للأسر النازحة، والمتضررة في العديد من المناطق سواء المحررة وغير المحررة. وبلغ إجمالي المساعدات الإغاثية والجهود الإنسانية الكبيرة، التي جرى تقديمها منذ اندلاع الحرب في العام 2015، نحو 6 مليارات دولار، وهو ما جعل الإمارات في مقدمة الدول بتقديم المساعدات للشعب اليمني على مدى السنوات الأربع الماضية.

مؤامرات خبيثة
في الوقت الذي كانت فيه الإمارات ترسل خيوط الحياة إلى المناطق اليمنية المنكوبة، كانت هناك خيوط ومؤامرات خبيثة تدار من قبل «الإخوان»، ممثلين بـ«حزب الإصلاح» المسيطر على قرار الحكومة، من أجل عرقلة الجهود الإنسانية والخدمية في المحافظات المحررة بشكل رئيسي، وبرز المخطط «الإخواني» بشكل كبير، عبر تحركاتهم داخل الحكومة الشرعية والسلطات المحلية في بعض المحافظات اليمنية التي فشلوا في إدارتها أو التخفيف من حدة ووطأة الأوضاع التي خلفتها الحرب، حيث سعت الحكومة «الإخوانية»، عبر وسائل الإعلام التي يملكونها ونشطائهم والقيادات المحلية في المحافظات المحررة، إلى عرقلة جهود تطبيع الأوضاع وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
ولكن في الوقت الذي كانت المخططات «الإخوانية» تسعى إلى تدمير اليمن، كانت المشاريع الإغاثية والتنموية الإماراتية تخطو نحو إنقاذ الأهالي، والتخفيف من معاناتهم في المجالات والقطاعات الرئيسية كافة.

الإمارات خير نصير لليمن
أكد رئيس مركز عدن للدراسات والبحوث، حسين حنشي، أن دولة الإمارات لعبت دوراً محورياً وبارزاً في إطار التحالف العربي بقيادة السعودية، من أجل نصرة اليمن وإنقاذه من الهيمنة الإيرانية التي كانت تقودها ميليشيات الحوثي على الأرض.
وأوضح في حديثه لـ«الاتحاد»، أن الإمارات كانت السبّاقة في تنفيذ أهداف التحالف العربي عسكرياً في تحرير الأراضي اليمنية، وإيقاف تمدد الميليشيات الحوثية، وتأمين الممرات الدولية والمواقع الاستراتيجية في خليج عدن وباب المندب، وتنموياً في تخفيف معاناة الأهالي والتخفيف من حدة التدهور المعيشي الذي يعانون منه جراء الحرب، وتهالك وتدمير البنى التحتية الأساسية.
وأكد الحنشي، أن الجانب التنموي والإغاثي كان أحد المحاور الرئيسية التي وضعت الإمارات بصمات فيها، عبر حزمة المساعدات والمشاريع التي أطلقتها مباشرةً فور تحرير المناطق وتأمينها من خطر الميليشيات الحوثية والعناصر الإرهابية، وهو ما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالمياً، عبر التقارير الأممية والدولية التي أكدت أن الإمارات بذلت جهوداً إنسانية كبيرة، في سبيل إنعاش المناطق التي تحررت بالمشاريع والإغاثة الغذائية ومستلزمات عودة الحياة فيها.
وأشار رئيس مركز عدن، أن البصمات الإماراتية في القطاعات الخدمية من كهرباء ومياه وصحة وتعليم وأمن وغيرها من القطاعات شاهدة على تلك الجهود المضيئة، التي تستحق منا الشكر والتقدير ومبادلة الوفاء بالوفاء، موضحاً أن الجهود امتدت لتشمل دعم المنظمات الأممية والإغاثية العاملة في اليمن، لإيصال المساعدات إلى أكبر شريحة ممكنة من المحتاجين والمتضررين، ناهيك عن وصولها إلى مناطق التماس، وملامستها احتياجات الأسر النازحة والفارة من مواقع القتال.

علاج جرحى الحرب
ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة تفعيل قطاع الصحة، عبر بناء وإعادة تجهيز مرافق البنية التحتية الصحية، وصيانة عشرات المستشفيات والعيادات في مختلف المحافظات اليمنية المحررة، للتخفيف من حدة النقص في الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية.
وأسهم الدعم الإماراتي، في إعادة وصيانة نحو 60 مستشفى ومركزاً صحياً في عدد من المناطق اليمنية، بالإضافة إلى تقديم آلاف الأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة لدعم المنظمات الدولية لتنفيذ سلسلة من المشاريع الصحية والحملات الوقائية، في مقدمتها مكافحة وباء الكوليرا وحمى الضنك والدفتيريا. كما حظي جرحى الحرب في اليمن، منذ بداية المعارك في العام 2015، باهتمام كبير ضمن المساعدات الإنسانية المقدمة من الإمارات، حيث تكفلت الدولة بعلاج 10 آلاف من الجرحى اليمنيين في عدد من الدول، من بينهم مصر والهند والأردن والإمارات والسودان، وتحمل نفقاتهم ومرافقيهم، وذلك ضمن الجهود الإغاثية الرامية للتخفيف من معاناة الآلاف من الجرحى الذين أصيبوا بالمعارك.
وتبنت الإمارات، سلسلة من المبادرات والبرامج الإنسانية، عبر الذراع الإنساني هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، من عملية نقل ودعم الرحلات العلاجية للآلاف من الجرحى، سواء في المستشفيات الداخلية أو إجلائهم إلى مستشفيات في الإمارات والهند ومصر والأردن والسودان، حيث أسهمت تلك المبادرات واللفتات الإنسانية في التخفيف من معاناة الجرحى وذويهم، عبر المنح العلاجية المجانية التي قدمت لهم محلياً وخارجياً.
وقال مدير مكتب الساحل الغربي لشؤون جرحى الحرب، عبدالرحمن الرقيمي: إن «الإمارات بذلت وتبذل جهوداً إنسانية كبيرة في دعم القطاع الصحي وعلاج جرحى الحرب، سواء في المستشفيات الداخلية أو الخارجية»، مشيراً إلى أن اللفتات الإنسانية خففت كثيراً من معاناة الجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية صحية واستكمال علاجهم، جراء الإصابات التي تعرضوا لها على يد ميليشيات الحوثي الانقلابية.
مضيفاً: أن «الإمارات هي سند وعون حقيقي لليمن إنسانياً وتنموياً وعسكرياً منذ سنوات طويلة حتى انطلاق التحالف العربي، وكانت الشريك الفاعل والرئيسي في إنجاح التحالف، وتحقيق الانتصارات بمختلف الصعد».

تفعيل الجانب الأمني
ومثّل القطاع الأمني أحد الأولويات الرئيسة التي جرى الاهتمام بها، وتقديم لها الدعم اللازم للنهوض، واستعادة الدور المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار، وتطبيع الأوضاع بشكل كبير، حيث تمكنت الإمارات من إعادة تفعيل الجانب الأمني في المحافظات المحررة، عبر تقديم مساعدات عاجلة بالمعدات الأمنية اللازمة والتجهيزات الحديثة التي أسهمت بشكل كبير في تأمين المناطق المحررة، والتصدي للمخاطر الإرهابية وتعزيز الاستقرار فيها.
وعملت الإمارات على إعادة تأهيل البنية التحتية للمرافق الأمنية، وتقديم دعم سخي للمنظمة الأمنية في عدن وحضرموت وسقطرى وشبوة أبين ولحج والضالع والمحافظات المحررة الأخرى، ورفدها بالتجهيزات اللوجيستية من آليات أمنية حديثة، وأجهزة اتصالات وأجهزة فنية متطورة، إلى جانب تأهيل القوى البشرية وتخريج الدفعات الجديدة، والتي لعبت دوراً محورياً في محاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار وإعادة السكينة العامة بشكل كبير.

الموانئ والمطارات
أولت المساعدات المقدمة من الإمارات أهمية للمطارات والموانئ اليمنية التي تضررت من الحرب، وكخطوة أولى من أجل إعادة الاستقرار وإنعاش التنمية في المحافظات المحررة، فتبنت سلسلة من المشاريع التي استهدفت تقديم الدعم والمساندة لمطارات عدن الدولي والريان في المكلا وسقطرى لإعادتها للحياة، واستئناف نشاطها بشكل طبيعي وتسخيرها لاستقبال المساعدات الإغاثية العاجلة، خصوصاً مع الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اليمن. ومثّل إعادة تأهيل مطار عدن الدولي أحد الإنجازات الهامة في وقت قياسي، حيث تم إعادة إعمار هذا الشريان الحيوي الذي تعرض للتدمير بشكل كبير جراء الحرب وسيطرة الميليشيات الحوثية عليه، حيث تم إعادة تأهيل مرافق المطار وتجهيز صالاته وبرج المراقبة والمدارج، وردفها بالتجهيزات والمعدات والآليات اللازمة لاستئناف نشاطه الملاحي.

قطاع الطاقة
قدمت الإمارات مساعدات عاجلة لقطاع الكهرباء، وإعادة توليد التيار للمناطق المتضررة والمحررة، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في إنعاش هذه الخدمة المتضررة جراء الحرب، وتقليل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عن المواطنين في المحافظات المحررة بوجه خاص. وتضمنت المساعدات دفع النفقات التشغيلية لتوليد الطاقة الكهربائية وخدمات الإمداد الكهربائي، وإعادة بناء وصيانة محطات الكهرباء، وتوفير الوقود لمحطات ومولدات الطاقة، للتمكن من إنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل المستشفيات والمدارس والمباني العامة في مختلف أنحاء اليمن.
حيث أسهمت المساعدات الإماراتية في قطاع الكهرباء، في إعادة بناء وصيانة أكثر من 12 محطة كهربائية في معظم المحافظات اليمنية المحررة، ووفرت 635 ميجاواط، إلى جانب تحمل التكاليف التشغيلية، وتوفير الوقود والزيوت وقطع الغيار، والتي أسهمت في استمرار الخدمة، وإنتاج الطاقة اللازمة بشكل أفضل.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©