عادي
طهران تدافع عن تجاربها الصاروخية وروسيا تحذر من «الانزلاق»

العقوبات تُعرقل حركة سفن الشحن الإيرانية

04:33 صباحا
قراءة 4 دقائق

تبذل سفن الشحن الإيرانية، جهوداً مضنية، حتى تتمكن من الإبحار بشكل طبيعي، من جراء العقوبات الأمريكية، وكشف تحقيق أجرته «رويترز» عدداً من تفاصيل هذا «المأزق»، بعدما احتجزت سلطات جبل طارق، الناقلة الإيرانية «جريس 1» أثناء نقل شحنة نفط إلى سوريا، في تحدٍّ لإجراءات أوروبية.

وانطلقت السفينة من سواحل، لتبحر حول الطرف الجنوبي لإفريقيا وإلى البحر المتوسط، لكنها فقدت العلم الذي أبحرت بموجبه وتوقفت عن التسجيل في بنما. وقالت إيران، في وقت لاحق، إن الناقلة خاصة بها، لكن ذلك كان مجرد عنوان صغير لعملية دولية كبيرة لزيادة الضغط على سفن الشحن الإيرانية، بحسب تحقيق لوكالة رويترز.

وجرى إخلاء السفينة، التي تحمل مليوني برميل من الخام الإيراني من طرف مشاة البحرية الملكية البريطانية قبالة جبل طارق، مما زاد من التوتر في الخليج، حيث طالبت إيران بسفينة تحمل علم المملكة المتحدة. وتبقى «جريس 1» محتجزة، ليس بسبب علمها ولكن بسبب الاشتباه في نقلها النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي، وهو ما تنفيه إيران.

ومع ذلك، كانت خطوة بنما في 29 مايو لإخراجها من سجلاتها في منتصف الرحلة، جزءاً من ضغط عالمي على الملاحة الإيرانية. والدول، التي تسجل السفن تحت مسمى «أعلام المواءمة» التي تسمح لها بالإبحار بشكل قانوني، قامت بإلغاء قائمة تضم العشرات من الناقلات، التي تملكها إيران في الأشهر الأخيرة، مما شدد الخناق الاقتصادي حولها.

وقامت بنما، أهم دولة للتسجيل البحري في العالم، بإزالة 59 ناقلة مرتبطة بإيران وسوريا في وقت سابق من هذا العام، وهو قرار رحبت به الولايات المتحدة التي تريد وقف صادرات طهران الحيوية عن النفط. وتبحث بنما وبعض دول العلم الرئيسية عن كثب آلاف السفن الموجودة في سجلاتها للتأكد من امتثالها للعقوبات الأمريكية، التي أعيد فرضها على إيران، العام الماضي، وتم تشديدها أكثر من ذلك منذ ذلك الحين.

وأظهر تحليل أجرته «رويترز» لبيانات سجل الشحن، أن بنما قامت بإلغاء إدراج حوالي 55 ناقلة إيرانية منذ يناير، وألغت توجو 3 قوائم على الأقل، فيما قامت سيراليون بإلغاء واحدة. ويمثل ذلك غالبية أسطول إيران التشغيلي من الناقلات، وهو شريان الحياة للاقتصاد، الذي يسيطر عليه النفط، على الرغم من احتمال لجوء إيران إلى تسجيل سفنها تحت أعلام دول أخرى.

وحينما تفقد سفينة علمها، فإنها عادة ما تفقد غطاء التأمين إذا لم تجد بديلًا على الفور، وقد يتم منعها من الاتصال في الموانئ، وتوفر أعلام المواءمة أيضًا مستوى من التغطية لمالك السفينة النهائي. وتفرض السجلات الدولية رسومًا على مالكي السفن لاستخدام أعلامها وتقديم حوافز ضريبية لجذب الأعمال.

وقالت إيران إنها لا تزال لديها الكثير من الخيارات وفي السياق نفسه، أفاد مسؤول ملاحي إيراني، عندما سئل عن ناقلات النفط: «هناك الكثير من شركات الشحن التي يمكننا استخدامها. على الرغم من الضغوط الأمريكية. يسعد العديد من الدول الصديقة بمساعدتنا وعرضت مساعدتنا فيما يتعلق بهذه القضية».

لكن بعض الدول أبدت حذرها، ومنها ليبيريا، صاحبة ثالث أكبر سجل للشحن البحري في العالم، التي حددت قاعدة بياناتها تلقائياً السفن التي لها ملكية إيرانية أو اتصالات أخرى بالدولة. ولفت المسؤول إلى أن «أي طلب محتمل لتسجيل سفينة مع اتصال إيراني يؤدي إلى تنبيه ويتم فحصه بعناية من قبل موظفي إدارة التسجيل والامتثال له». وقالت ليبيريا إنها تعمل عن قرب مع السلطات الأمريكية لمنع ما أسمته «النشاط الخبيث» في التجارة البحرية.

وفي العديد من الحالات، أعادت إيران إدراج السفن تحت علمها، مما يعقد الجهود لنقل النفط والسلع الأخرى من وإلى البلدان القليلة الراغبة في التعامل معها. وقال بعض المتخصصين في الشحن، إن العلم الإيراني يمثل مشكلة لأن الأفراد العاملين في السجل في إيران يمكن إدراجهم تحت العقوبات الأمريكية، مما يعني أن أي شخص يتعامل مع السفن المعاقبة قد تطاله العقوبات أيضاً. وقال مايك سولتهاوس، نائب المدير العالمي بشركة تأمين السفن في شمال إنجلترا «بي آند آي»: «لن تتمكن معظم شركات التأمين أو البنوك من التعامل مع العلم الإيراني لأنهم بذلك في الواقع يتعاملون مع الدولة الإيرانية».

وقال محقق في عقوبات الأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه «من بين المشكلات التي تواجهها سفينة ترفع العلم الإيراني وجود فرصة بنسبة 50 في المئة في قيام ضابط الجمارك بالتفتيش، مما يعني أن الشحنة ستتأخر.. وكل هذا يضيف إلى التكاليف».

وقال دبلوماسي أمريكي سابق، إن واشنطن كانت على اتصال دائم مع بنما ودول العلم الأخرى للحفاظ على نظافة سجلات السفن. وأوضح متحدث في الولايات المتحدة: «سنستمر في تعطيل شحنات فيلق القدس غير المشروعة من النفط، والتي تستفيد منها الجماعات الإرهابية مثل حزب الله ونظام الأسد (في سوريا)». وأضاف المتحدث أنه «جرى حرمان حوالى 80 ناقلة تشارك في أنشطة خاضعة للعقوبات من الأعلام التي يحتاجون إليها للإبحار».(رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"