خلال الاجتماع الأول للجنة التنفيذية لمجلس التنسيق

إطلاق 7 مبادرات توثّق العزم السعودي الإماراتي لتوحيد التوجهات الاستراتيجية ورفاه الشعبين الشقيقين

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي اجتماعها الأول للإعلان عن المبادرات المنجزة والجاهزة للإطلاق في إطار استراتيجية العزم، لتنفيذ الرؤية المشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، وتكثيف التعاون الثنائي في المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

وأعلنت اللجنة برئاسة معالي محمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل من الجانب الإماراتي، ومحمد التويجري وزير الاقتصاد والتخطيط من الجانب السعودي، عن إطلاق 7 مبادرات استراتيجية وعلى رأسها العملة الافتراضية المشتركة لتجسد التكامل الثنائي في مجالات الخدمات والأسواق المالية، والطيران، وريادة الأعمال، والجمارك، وأمن الإمدادات وغيرها.

16 عضواً

وتتضمن اللجنة 16 عضواً، من بينهم 7 وزراء من الجانب الإماراتي من القطاعات ذات الأولوية، حيث يضم فريق العمل الإماراتي كلاً من معالي محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي عبيد بن حميد الطاير، وزير الدولة للشؤون المالية، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، وعلي بن حماد الشامسي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وعبد الله بن طوق، أمين عام مجلس الوزراء.

تعزيز التكامل

وقال معالي محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل ورئيس اللجنة التنفيذية من الجانب الإماراتي: «إن اجتماع اللجنة الأول تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي الإماراتي هو استكمال لتعزيز التكامل في المواضيع ذات الاهتمام المشترك». وأضاف: «هدفنا أن نرى المواطن السعودي والإماراتي وهم يرون أنفسهم ضمن نسيج واحد يحملون طموحاً مشتركاً لمستقبل مشرق».

وأكد معالي القرقاوي أن ما تقوم به اللجنة التنفيذية يعد مهمة تاريخية لتقديم نموذج ناجح للتكامل الثنائي بين الدول، مضيفاً: «نحظى بدعم لا محدود من قيادتنا لتوحيد الجهود وبذل الطاقات لمصلحة مواطنينا».

رخاء الشعبين

بدوره أعرب محمد التويجري، وزير الاقتصاد والتخطيط رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي من الجانب السعودي، عن عمق العلاقات بين البلدين وأن «أعمال الاجتماع الأول للجنة التنفيذية تمثل انطلاقة حيوية مهمة، ومطوراً حقيقياً، ومحركاً فعّالاً لأعمال المجلس يُطبق ويُتابع الأفكار والأطروحات والمبادرات والمشروعات».

وأضاف: «إن ذلك يلقي على عاتقنا مهام عظيمة نتشرف بحملها، ونسعى بكل طاقتنا لإنجازها على الوجه الأكمل،» مشيراً إلى أن دور اللجنة هو العمل على إزالة أي معوقات تقف في طريق تحقيق المبادرات المشتركة ومتابعة سير عمل المشاريع المتمركزة حول تحقيق أمن ورخاء الشعبين الشقيقين.

ويعد التحالف السعودي الإماراتي من أقوى التحالفات العالمية اقتصادياً، حيث يأتي حجم الصناديق السيادية للمملكة والإمارات مجتمعةً في المركز الثاني عالمياً، وتحتل الدولتان المركز الثامن عالمياً من حيث حجم صادرات السلع والخدمات بحسب بيانات البنك الدولي، وتأتي القيمة السوقية لأسواق المال في الدولتين في المركز السابع عشر عالمياً، وتمتلك الدولتان مخزون نفط يمثل ما يقارب ربع إجمالي المخزون العالمي بنسبة 24.3%.

الأمن والسلامة

وتم خلال اجتماع اللجنة التنفيذية إطلاق 7 مبادرات في عدد من المحاور الحيوية بعد أشهر من العمل المشترك بين الفرق السعودية الإماراتية، كما تم التوقيع على برنامج التعاون المشترك في مجال أمن الإمدادات بين المملكة ودولة الإمارات، حيث وقع كل من سيف سلطان مبارك العرياني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات، ومحمد بن مزيد التويجري، وزير الاقتصاد والتخطيط والمشرف على وحدة المخاطر الوطنية بالمملكة العربية السعودية، للتنسيق في مجالات الأمن والسلامة، وتعزيز التأهب وإدارة الأزمات والكوارث وبما يضمن سلامة المواطن والبيئة في كلا البلدين، وتم تشكيل فريق مشترك من الجانبين لمتابعة مخرجات البرنامج ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

العملة الافتراضية

وتم خلال الاجتماع إطلاق العملة الافتراضية الإلكترونية التجريبية، ويقوم مشروع العملة الافتراضية على تجربة تقنية بلوك تشين في إنشاء عملة رقمية موحدة بين البلدين واستخدامها بين البنوك المشاركة في المشروع بشكل تجريبي، وتعتمد العملة الافتراضية على استخدام قاعدة بيانات موزعة بين البنكين المركزيين والبنوك المشاركة، بهدف دراسة العملات الرقمية وكيفية إصدارها وتداولها، وفهم التقنيات المستخدمة والتأثيرات الفنية والتشغيلية على البنية الحالية، لتحديد تأثير إصدار عملة مركزية رقمية على السياسات النقدية.

انسياب الحركة بالمنافذ

وتم كذلك إطلاق مبادرة تسهيل انسياب الحركة في المنافذ من خلال التنسيق في التعاون الجمركي لضمان انسيابية الحركة في المنافذ الجمركية من خلال اعتماد «نظام المسار السريع» والتنسيق الثنائي لتطبيق المشغل الاقتصادي المعتمد، وتعزز المبادرة مفهوم الشراكة بين الجمارك والمنشآت التجارية، إضافة إلى تعزيز أمن سلسلة الإمدادات العالمية، وتوفر مزايا أكثر لتسهيل التجارة بين البلدين، ويبلغ حالياً عدد الشركات المدرجة في برنامج المشغل الاقتصادي 41 شركة من المملكة العربية السعودية و40 شركة من دولة الإمارات العربية المتحدة.

«الصغيرة والمتوسطة»

إنشاء منصة مشتركة تتيح للشركات السعودية والإماراتية المسجلة في المنصات المعتمدة من قبل الدولتين بالاستفادة من المشتريات الحكومية المخصصة، وفتح المجال للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من البلدين للمنافسة والمعاملة بالمثل على المشتريات الحكومية الاتحادية من خلال منصة المشتريات الحكومية الاتحادية للبرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وفق الإجراءات المتبعة في الإمارات، ومن خلال منصة «اعتماد» السعودية وفق الإجراءات المتبعة في المملكة.

الوعي المالي

مبادرة برنامج الوعي المالي للصغار تهدف إلى رفع كفاءات الوعي المالي وتعزيز مفاهيم الادخار والإنفاق الذكي لدى الذكور والإناث ما بين 7 سنوات و 18 سنة بممارسة العمل التجاري وتمكينهم من المهارات الريادية، ومحاكاة عالم الأعمال بما يخدم مبادرة تطوير ونشر برامج ومحتوى ثقافة العمل الحر.

ويتضمن البرنامج مرحلتين، الأولى تتمثل في تزويد الصغار بالمهارات المالية والشخصية اللازمة من خلال دورات تدريب مخصصة، أما في المرحلة الثانية فتتمثل بالتطبيق العملي حيث يُقام معرض التاجر الصغير للوعي المالي يعرض من خلاله المشاركون مشاريعهم من خلال تجربة شخصية حقيقية تحاكي واقع الأعمال والاستثمار، ما يترك فيهم بالغ الأثر في معرفة قيمة المال وأهمية ادخاره واستثماره واكتشاف توجهاتهم وأهدافهم الحياتية وبناء مهارات مالية وشخصية متعددة.

أمن الإمدادات

ويهدف التمرين المشترك لاختبار منظومة أمن الإمدادات اختبار منظومة أمن الإمدادات وسلاسل الإمداد في القطاعات الرئيسية في البلدين أثناء أزمة أو كارثة والوقوف على نقاط التحسين ووضع خطة تنفيذ لمعالجتها، حيث سيسهم التمرين المشترك في بناء آلية للتواصل المباشر والتحكم والسيطرة على المخاطر بين وحدة المخاطر الوطنية والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والتنسيق خلال أوقات الطوارئ، إضافة إلى مشاركة الخبرات والمعرفة والتجارب المتعلقة بأمن الإمدادات وإدارة المخاطر بين البلدين.

أصحاب الهمم

ويتم من خلال مبادرة تعزيز تجربة المسافرين من أصحاب الهمم توحيد الإجراءات والتسهيلات والتشريعات الخاصة بأصحاب الهمم وتسهيل سفرهم من خلال خلق مطارات صديقة لهم في البلدين، وتوحيد إجراءات السفر، والتشريعات الخاصة بهم في البلدين، إضافة إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تطوير الخدمات المقدمة للمسافرين من أصحاب الهمم، ومن المقرر أن يتم تطبيق المعايير المعتمدة للمسافرين من أصحاب الهمم بشكل مشترك بين البلدين، وتدريب العاملين بالمطارات على تطبيق المعايير السليمة التي تكفل حقوق المسافرين منهم، إضافة إلى تطوير الأنظمة والمعايير واللوائح الخاصة بإجراءات سفر الشريحة المستهدفة.

الطيران المدني

وتهدف السوق المشتركة للطيران المدني إلى تحقيق التكامل والتعاون الشامل في قطاع الطيران المدني في المجالات الحيوية ومنها الملاحة الجوية، والسلامة والأمن، والتحقيق في الحوادث الجوية، وتعد سوق الطيران المشتركة مرحلة متقدمة من مراحل التكامل الاقتصادي باعتبار أن كلا البلدين من أكبر الاقتصاديات في المنطقة، حيث ستكون هذه السوق من أكبر أسواق الطيران في العالم وسينعكس ذلك إيجاباً على الناتج القومي لكلا البلدين، كما سيكون له أثر كبير في النمو الاقتصادي من خلال التقارب في التشريعات الخاصة بالطيران المدني بين البلدين.

متحف اللوفر أبوظبي

وفي اختتام الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي قام أعضاء اللجنة بزيارة إلى متحف اللوفر أبوظبي لزيارة معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي يسرد رحلة لسبر أغوار تاريخ الجزيرة العربية من خلال قطع وأعمال مميّزة من تراث المملكة العربية السعودية وثقافتها، إضافة إلى مجموعة مختارة من القطع النادرة من الإمارات، والتجوّل في أرجاء المتحف الذي يعد أول متحف عالمي في الوطن العربي، حيث يتميز بأسلوبه المعماري المتفرد، ويشرح محطات تاريخ البشرية عبر مجموعات غنية بالتحف الأثرية والأعمال الفنية المعاصرة، وبما يعكس مكانة دولة الإمارات الثقافية الرائدة التي ترتكز على قيم التسامح والسلام والخير والعطاء.

وتهدف اللجنة التنفيذية إلى ضمان التنفيذ الفعّال لفرص التعاون والشراكة بين البلدين ضمن المجلس، ووضع آلية واضحة لقياس الأداء بما يكفل استدامة الخطط ونجاح المبادرات، للوقوف على سير العمل في المشاريع المشتركة ومتابعة عمل الفرق في مختلف القطاعات.

والجدير بالذكر أنه تم إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي ضمن اتفاقية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في مايو 2016، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لتحقيق رؤية مشتركة تبرز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني العسكري.

اقراء ايضاً

وزراء إماراتيون: استراتيجية العزم رسمت توجهات مسيرة التعاون المستقبلي بين البلدين

Email