عادي
مستهلكون يُحذّرون.. ومسؤولون بمنافذ البيع يؤكدون أنها واقعية

عروض «نهاية الأسبوع» ؟ تخفيضات حقيقية أم خدعة تسويقية

04:39 صباحا
قراءة 7 دقائق
تحقيق: يمامة بدوان

شكك عدد من المستهلكين التقتهم «الخليج»، في مصداقية العروض الترويجية التي يطلقها عدد من منافذ البيع والتعاونيات بالدولة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأكدوا أنها عبارة عن خدعة تسويقية. في المقابل نفى مسؤولون بعدد من منافذ البيع ذلك، خاصة أن السلع والمنتجات التي يشملها العرض يتم بيعها بسعر أقل من سعر التكلفة.
من جهة أخرى قال بعض المزارعين والموردين إنهم يتعرضون لضغوط لزيادة توريد الخضروات والفواكه نهاية الأسبوع؛ نظراً لزيادة الطلب في الأسواق؛ الأمر الذي دفع بعض المزارع المحلية إلى زيادة مساحتها الزراعية بشكل منتظم.
قال عمار عمر، موظف في القطاع الخاص، إن المتسوقين من العائلات الكبيرة، يفضلون شراء احتياجات منازلهم يوم الخميس، خاصة أن اليوم التالي، عطلة أسبوعية، يجتمع فيها أفراد العائلة حول مأدبة الغداء؛ الأمر الذي يتسبب أحياناً في ازدحام شرائي في بعض المنافذ التي أصبحت تستغل كثرة الإقبال على التسوق في عطلة نهاية الأسبوع، وتنظم عروضاً ترويجية بعيدة عن الحقيقة.
وأكد أسامة بيوك، موظف بأحد البنوك، أن المستهلك الذكي يعرف أي الأوقات تناسبه للتسوق لعائلته، من دون أن يخضع لرغبة التجار الذين يجدون في نهاية كل أسبوع، فرصة لاستغلال الإقبال الواسع، خاصة أنه من المتعارف عليه بين العائلات، تنظيم الولائم يوم الجمعة، وبالتالي فإن شراء المنتجات يكون مضاعفاً يوم الخميس.
ودعا أسامة بيوك، المستهلكين إلى أخذ الحيطة خلال تسوقهم، والتنبّه للشعارات الرنانة الخاصة بالتخفيضات، حيث إن بعضها يكون قديماً، وبالتالي يتعرض المستهلك لخديعة العروض الترويجية، في حين عبّرت أميمة الشامسي (ربة أسرة) عن استيائها الشديد جراء كثرة العروض الترويجية التي لا تتوقف طوال العام، واصفة إياها بالخدعة التسويقية التي تسعى لاستنزاف ميزانية العائلات، خاصة أنها مُغرية في طريقة عرضها للمنتجات، وموزعة في أكثر من قسم بالفرع؛ الأمر الذي يجعل الفرد يشتري من دون أن يدرك ذلك.
من جهته، قال رامي دغلس (يعمل في القطاع الخاص)، إن المنافذ تطلق عروضاً بأسعار تنافسية في عطلة الأسبوع، لكنها تشمل منتجات غير أساسية، وبالتالي تعتبر تضليلاً صارخاً للمستهلك الذي أصبح يجوب الأسواق بحثاً عن الأقل سعراً.
ولفت إلى أن المستهلك لديه وعي كافٍ، يعرف من خلاله حقيقة العروض فور الإعلان عنها؛ كونه بات يتمتع بخبرة شرائية أكثر من الفترة السابقة، بل ولوجود عدد كبير من المنافذ والتعاونيات المتنافسة في ما بينها؛ الأمر الذي يصب في صالح المجتمع.

ثقافة عالية

وأكد مسؤولو البيع في التعاونيات والمنافذ الكبرى، أن العروض الترويجية في عطلة نهاية الأسبوع، إنما تصب في صالح المستهلكين، حيث أوضح محمد يوسف الخاجة، مدير عام جمعية الإمارات التعاونية في دبي، أن إقبال المستهلكين على التسوق في عطلة نهاية كل أسبوع، يرتفع إلى 70%؛ نتيجة العروض الترويجية التي تطرحها الجمعية ويصل تخفيضها في بعض الأحيان إلى أقل من سعر التكلفة، إيماناً من مجلس الإدارة بأهمية كسب ثقة المستهلك، وعودته للتسوق مرة أخرى.
وقال إن الجمعية في العادة تطرح حملاتها الترويجية نهاية كل شهر، مع نزول رواتب الموظفين، وتصادف في كثير من الأحيان عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث يتم عرض حوالي 600-800 منتج، 40% منها أساسي؛ لما له من أهمية كبرى لدى المستهلكين الذين يُرجئون مشترياتهم إلى فترة العروض الترويجية، بهدف التوفير واغتنام شراء المتطلبات الاستهلاكية والغذائية بسعر أقل.
وأكد الخاجة أن المتسوق في دولة الإمارات أصبح يتمتع بثقافة استهلاكية عالية، تجعله قادراً على اتخاذ قرار شراء متطلباته خلال العروض الترويجية التي أثبتت مصداقيتها في ما يتعلق بتخفيض الأسعار؛ الأمر الذي دفع أغلبية المنافذ والتعاونيات إلى اغتنام الفرصة، لكسب ثقة المستهلك، وتثبيت عروض نهاية الأسبوع؛ كون الأمر يصب في مصلحة البائع والمشتري على حد سواء.

القيمة والجودة

وقال فيليب بجيلو، المدير الإقليمي لكارفور الإمارات لدى ماجد الفطيم للتجزئة، إن هناك عروضاً توفيرية على مدار الأسبوع، إلا أننا نطلق مزيداً منها بسبب زيادة عدد العملاء. ويعود السبب الرئيسي لهذه الزيادة، إلى توفر وقت أطول لرحلة التسوق، بحيث يقوم العملاء بشراء ما يغطي احتياجاتهم على مدار الأسبوع، في ظل وجود عروض وخصومات تصل إلى 70% على المنتجات الغذائية، و30% على المنتجات غير الغذائية.
وأكد أن كارفور تحرص طوال العام على توفير القيمة والجودة الأفضل بأسعار تنافسية لعملائها، إلا أن المستهلك يميل إلى التسوق في عطلة نهاية الأسبوع، أيام الخميس والجمعة والسبت، كما تشهد المنتجات التي تشملها العروض الخاصة، إقبالًا أكبر في عطلة نهاية الأسبوع، مقارنة بالمبيعات التي لا تشملها العروض الخاصة.
وتابع: «إن البيانات تشير إلى ارتفاع المعاملات الشرائية في عطلة نهاية الأسبوع بنسبة 36%، مقارنة بأيام الأسبوع العادية، كما يميل العملاء إلى التسوق بمشاركة أفراد عائلاتهم، حيث يُمضون وقتاً أطول في التسوق مقارنة بأيام الأسبوع؛ الأمر الذي يعزز القيمة الشرائية.
وحول نسبة العروض الترويجية التي تقدمها كارفور خلال عطلة نهاية الأسبوع، أوضح بجيلو أنه تتم إضافة ما لا يقل عن 6 منتجات من كل قسم من الأقسام غير الغذائية إلى قائمة العروض، و12 منتجاً من كل قسم من أقسام المواد الغذائية، إضافة إلى العروض التوفيرية على الأطعمة الطازجة والحزمات التوفيرية الاستثنائية للعائلات»، مشيراً إلى أنه على مدار أيام الأسبوع، يخضع ما يتجاوز 400 منتج لعروض خاصة وتوفيرية، يتم الإعلان عنها في الكتيب الترويجي الخاص بكارفور الإمارات، والموقع الإلكتروني، والنشرات الخاصة التي يتم إصدارها، كما تخص كارفور عملاءها بأنشطة ترويجية للمنتجات داخل متاجرها خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث يوجد المروّجون لتقديم العينات المجانية للمتسوقين والتفاعل معهم، لمعرفة آرائهم حول المنتجات المتاحة، كما يقومون بتقديم الفاكهة للأطفال مجاناً.
وأكد أن إطلاق عروض ترويجية أكثر وأوسع خلال عطلة نهاية الأسبوع، يأتي نتيجة لزيادة عدد العملاء مقارنة بالأيام الأخرى، وهذا ما يزيد نسبة المعاملات الشرائية في الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع (الخميس الجمعة السبت)، التي تتميز بأنشطة وفعاليات تركز على الأطفال وتفاعل العملاء.

فترة انتقالية

بدوره، قال محمد الشريف، رئيس مجموعة تجار سوق الخضروات والفواكه بالعوير، رئيس مجلس إدارة فرزانة التجارية، إن معدل الطلب على مختلف أصناف الخضروات والفواكه، يرتفع كل يوم خميس، بمعدل يتراوح بين 10و15%، حيث تكون الزيادة على الأصناف الأساسية، مثل الطماطم والخيار والبطاطا والملفوف والجزر، مشيراً إلى أن هناك العديد من الجهات التي تسهم في رفع الطلب على المنتجات في عطلة نهاية الأسبوع، منها العائلات والمطاعم والفنادق.
ولفت إلى أن الأسعار تكون في العادة ثابتة، ولا يطرأ عليها أي ارتفاع.
وعلى الرغم من زيادة الطلب، فإن الأسعار ترتفع بشكل منطقي خلال الفترات الانتقالية، إلى حين وصول المنتجات المستوردة من مصر على سبيل المثال، كما حدث مؤخراً في الطماطم، حيث بلغ سعر الصندوق الواحد 50 درهماً، لشح الكميات المستوردة من الأردن وماليزيا.

مضاعفة المكاسب

من جهته، أكد إبراهيم البحر، خبير في شؤون التجزئة، أن التجار والمورِّدين بشكل عام لا يتعرضون لأية خسائر خلال العروض الترويجية؛ بل يضاعفون مكاسبهم؛ لأن تنظيم العروض في عطلة نهاية الأسبوع يأتي لصالح المستهلك، طالما هي جدية.
وقال إن المستهلك أصبح ذكياً ويتحكم في السعر والمنتج على حد سواء، خلافاً لما كان سابقاً؛ حيث كان التاجر هو المتحكم في كيفية طرح المنافذ والمورِّدين للعروض الترويجية؛ كونه بات يقبل على التسوق في عطلة نهاية الأسبوع أكثر من الأيام العادية بنسبة تفوق 80%؛ الأمر الذي دفع جميع التعاونيات والمنافذ إلى تنظيم عروض تخفيضية أقرب إلى الحقيقية، بهدف كسب ثقة المستهلكين.
وأشار إلى أن هناك عوامل أسهمت في جعل المستهلك هو المتحكم في السوق، أهمها شدة المنافسة بين التجار والمنافذ، والتوسعة التي قامت بها بعض المنافذ والتعاونيات، وكثرة عدد المتنافسين في السوق؛ الأمر الذي جعلهم يراجعون حساباتهم ويسعون إلى إرضاء المستهلك بأي وسيلة.

توسعة المساحات

وأوضح بعض المزارعين أن كثرة الطلب على المنتجات في عطلة نهاية كل أسبوع، جعلتهم يتوسعون في المساحات الزراعية والبيوت المحمية، تلبية للطلب المتسارع، ورغبة منهم في استمرارية وجود المنتج المحلي كمنافس قوي أمام المستورد، خاصة أن الإقبال على المنتج المحلي والعضوي بالتحديد في تزايد مستمر.
وقال المهندس سمير الكاشف، مسؤول مجموعة مزارع اكساليبر، إنه لا يوجد أي تلاعب في عروض آخر الأسبوع، خاصة أن المنافذ والتعاونيات تنبهت للإقبال الكبير على التسوق، استعداداً ليوم الجمعة الذي يجتمع فيه أفراد العائلة سوياً؛ الأمر الذي يشكل طلباً أكثر على المزارع المحلية بنسبة تتراوح ما بين 30 و40%، مقارنة مع الأيام العادية، كما أن هناك أصنافاً محددة يزداد الطلب عليها، مثل الطماطم والخيار والكوسا والفلفل.
وأضاف أن العروض الترويجية في عطلة نهاية الأسبوع، تشكل ترويجاً بحد ذاته للمزارع المحلية؛ كون منتجاتها تكون في أماكن تُسهّل رؤيتها، وبالتالي يُقبل المستهلكون على شرائها.
وذكر أنه مع كثرة الطلب على المنتجات المحلية، وخاصة مع عروض آخر الأسبوع، لجأت أغلبية المزارع إلى زيادة مساحتها المزروعة بنسبة 20% على الأقل، بينما أوضح المهندس عبد الحفيظ موسى، مدير المشاريع في مزارع الشويب العضوية بمدينة العين، أن 80% من إنتاج المزارع في الدولة يتم تسويقه في نهاية كل أسبوع، في ظل إرجاء أغلبية المتسوقين شراء احتياجاتهم المنزلية إلى يوم الخميس، وبالتالي نقوم بتوفير المنتجات من الخضروات والفواكه طوال أيام الأسبوع حتى نهايته؛ الأمر الذي يولد ضغطاً كبيراً على المزارعين في الدولة، إلا أن ذلك أصبح متعارفاً عليه، ويمكن التعامل معه من خلال وضع خطة استراتيجية طويلة المدى، للتعامل مع زيادة الطلب.
وقال إن مزارع الشويب تعمل على زيادة المساحات المزروعة بالخضروات والفواكه بنسبة 10% بشكل سنوي، ضمن خطط مدروسة، لتلبية متطلبات السوق المحلي، في ظل الإقبال الدائم على المنتجات العضوية.

الإبلاغ عن الغش مسؤولية المستهلك

أكد الدكتور هاشم النعيمي، مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، أن العروض الترويجية التي تطلقها المنافذ والجمعيات التعاونية بالدولة، تصب في مصلحة المستهلك بالدرجة الأولى، خاصة أن الدولة تتميز بوجود عروض وتخفيضات كثيرة على عدد واسع من السلع.
وأوضح ضرورة استفادة المستهلك من هذه العروض، خاصة تلك التي تكون في عطلة نهاية الأسبوع؛ كونها تأتي في مصلحة الجميع، وتسهم في توفير ميزانية العائلة.
وشدد النعيمي على أهمية تنبّه المستهلك لهذه العروض، والإبلاغ عن أي غش فيها، والتأكد مما إذا كانت حقيقية أم لا، من خلال التواصل على الرقم المجاني الخاص بالشكاوى وهو 600522225، لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"