6 فنانين يرسمون للتوعية بأخطار حوادث السير

«في عيونهم».. الفن ينقذ الأرواح.. (فيديو)

صورة

بالاعتماد على مجموعة من صور حوادث السير المؤثرة، ومكالمات الطوارئ الحقيقية وغير المعدلة، تمكن ستة فنانين من تقديم صرخة توعية بالسلامة على الطريق والقيادة الآمنة لتجنب حوادث السير، ليكون للفن دور في إنقاذ الأرواح.

وعمد الفنانون الذين عرضت أعمالهم أول من أمس في «إنفينتي دي لوميير» بدبي مول، ضمن مبادرة «في عيونهم»، التي تنظمها «أونستار» من جنرال موتورز، إلى إعادة صياغة موضوع حوادث السير من خلال تصوير المشاعر الحقيقية لضحايا الحوادث عبر لغة الإبداع وبأساليب فنية متنوعة.

واستمد الفنانون الستة وهم: حمد الحميدان، كريستل بشارة، جالينا غورلوفا، سيمون كازانجيان، سمية السويدي، أسماء الرميثي، أعمالهم من الصور الخاصة بحوادث السير ومكالمات الطوارئ، فأتت لوحاتهم عاكسة لهذه المشاهد المؤلمة، ومعبرة بشكل صارخ عن ضرورة الالتزام بقواعد السلامة. وقد اعتمد الفنانون على تقنيات فنية متنوعة، فحضرت رسوم الكوميك والديجتال آرت، والتجريد، وكذلك التصاميم التسلسلية لتقارب الموضوع من زوايا مختلفة. وتدعو اللوحات الجمهور الى التمعن في خطورة الحوادث على الشخص نفسه وكذلك على الآخرين، من خلال المشاهد المرتبطة بحزام الأمان، والقيادة غير الآمنة أو حتى بتجريد أشكال السيارات السريعة وما تحمله من خطورة.

عرضت الأعمال في «إنفينتي دي لوميير»، الذي يتميز بتقنية عرض الأعمال على كامل جدران القاعة عبر شاشات ضخمة، وبدأ عرض الأعمال الفنية باستخدام مؤثرات صوتية لتسجيل صوت الاصطدام في حوادث السير، فدخل الحضور في حالة صدمة نقلتهم الى استكشاف الرسائل الإنسانية.

وقدمت الفنانة الإماراتية سمية السويدي، مشهد الدب الذي يضع حزام الأمان، وتحدثت عن عملها لـ«الإمارات اليوم»، وقالت: «أردت أن أوجه رسالة للناس فحواها إن أردتم الاستمتاع بكل ما توافر لنا من جمال على الأرض، فلابد من الالتزام بالقيادة الآمنة، وعدم التهور، لأن التهور يؤدي الى ضياع الحياة أو حتى ضياع حياة الآخرين». ولفتت الى أنها عملت على لوحتها بأسلوب فني رقمي تشكيلي، إذ تعتمد على تجميع الصور وتركيب مشهد خاص يخدم رؤيتها في العمل، ومن ثم تبدأ برسم اللوحة، موضحة أنها تأثرت كثيراً بالأفلام التي شاهدتها حول حوادث السير، وقدمت أربعة أعمال حتى اقتنعت باللوحة التي ستشارك بها، لأن الرسالة التي يجب أن تظهر للناس لابد أن تكون واضحة، ومن دون وجود مشاهد تسبب الصدمة للناس، فالفن البسيط ينجح أكثر في توصيل الرسائل العميقة.

وقدمت الفنانة أسماء الرميثي رسالتها التوعوية من خلال فن الكوميكس، وتحديداً «المانغا»، عبر شخصيتها التي ترسمها دائماً وتحمل اسم «أسامي»، مع الاعتماد على الأسلوب المرح والخفيف. ولفتت الرميثي الى أنها وضعت الشخصية في السيارة، وفي سلسلة أحداث ومواقف تتعرض لها في أثناء القيادة على الطريق نتيجة استخدامها الهاتف، موضحة أنها واجهت تحدياً حقيقياً في التعبير عن موضوع جاد جداً ويحمل مشاهد مؤلمة مع سعيها إلى تبسيط المعلومة.

أما الفنانة البريطانية جالينا جورلوفا، التي تعرضت للكثير من حوادث السير حتى بات الخوف يمنعها من القيادة، فقدمت رؤيتها التي تمزج بين المعاناة الخاصة والرسالة للمجتمع، وقالت عن عملها: «أعمل بتقنية الديجتال آرت، وقدمت لوحة عن ركاب السيارة ومفهوم الثقة بالسائق وبالمركبة، فوضعت سيناريو يجسد القرار الصحيح الذي يجب أن يتخذه السائق في الوقت المناسب». وأضافت: «أنا اليوم عاجزة عن القيادة بسبب الحوادث التي تعرضت لها، لهذا يلمسني موضوع الحوادث، وودت توجيه الرسالة إلى كل الناس من خلال الألوان بمفهوم الثقة بالسائق، وكذلك بمعاناة ما بعد صدمة الحوادث». ورأت أنه من الصعب الحديث عن السلامة على الطريق من خلال الفن، والناس فعلاً قد يتجاهلون القضية، ولكنها قضية تستحق الإضاءة عليها بشكل دائم.

وتحدثت مديرة التسويق في «أونسستار» الشرق الأوسط، شيرين هاريز، عن هذه المبادرة، وقالت: «لاحظنا أن الحوادث لا تشهد تفاعلاً مباشراً من الناس، فهم يؤمنون بالأمان على الطريق ولكنهم لا يريدون رؤية المشاهد المؤلمة حتى وإن كانت من باب التوعية، ولكن في الواقع لابد من إيجاد طريقة للحديث عن هذه القضية باستمرار من أجل تغيير العادات الخاطئة على الطريق». ونوهت بأن لديهم الكثير من الإحصاءات حول عدد الوفيات الناجم عن حوادث السير، وهي أرقام صادمة.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

محاضرات توعوية

ستعرض الأعمال الفنية التي أنتجت في «ذا لايت هاوس أرابيا»، وذلك في إطار الشراكة التي أبرمت مع «أونستار»، كما سيتم توفير برنامج مخصص لضحايا الحوادث والأشخاص المقربين منهم ضمن المجتمع، ويشتمل على سلسلة بارزة من الندوات عبر الإنترنت (وبينار)، بالإضافة الاستشارات الشخصية بعد الفاجعة، والتي يقدمها أخصائيون محترفون، لتقديم الدعم من أجل مواجهة التجارب المؤثرة من الناحية العاطفية على الطرق. ويبدأ هذا البرنامج في شهر نوفمبر، وهو متاح لجميع الراغبين في الاستفادة منه، بحيث يمكن التسجيل للمشاركة في الندوات عبر الإنترنت، بينما سيتم توفير الجلسات الفردية تبعاً للحاجة الشخصية.

تويتر