لا عتب على خائن

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما من خير يرتجى في فئة باعت دينها، وتبعت ملة نسيت ربها، وعبدت البشر.
ذلك قول نقوله لجماعة في قاهرة الغزاة، «غزة»، التي أوجعت على مر التاريخ كل طامع ومحتل ومنحرف، تلك الجماعة التي نبتت في ظلام الليل، وسراديب البطش، تحت حماية غاصب مستبد، وتلحفت بغطاء الإخوان حيناً، حتى نشرت أعوانها وغررت بشبابها. وتنقلت من تطرف إلى تيه إلى انحراف في المسار، فوصلت إلى تبعية يغلّفها الشك، وتخرج منها رائحة الخيانة، لكل من ظنوا ذات يوم، أنهم فئة تنادي بالحق، فإذا بالحق يموت تحت أقدامها!

محمود الزهار، من أقبح النماذج بين قيادات «حماس»، هو أقبحهم، وليس القبيح الوحيد بينهم. ففي المحصلة، كلهم متساوون في التبعية العمياء وازدواجية الانتماء، ويقفون على خط تباع فيه الولاءات، فهذا الزهار، الذي يسعد اليوم برفعه لصور قاسم سليماني وحسن نصر الله وعبد الملك الحوثي، لا عتب عليه ولا لوم، فهو فاقد لأهليته، منذ ذلك اليوم الأسود، الذي كشف فيه وجه حركته الحقيقي، يوم قال «إن فلسطين بالنسبة لنا لا تساوي شيئاً، فهي ليست أكثر من سواك تنظف به أسنانهم، نحن مشروعنا أهم وأكبر من فلسطين، التي لا تظهر في الخريطة»، وما دامت فلسطين صغيرة وغير مهمة لدى «إخوان غزة الخمينيون»، فماذا يقولون عن غزة نفسها؟!

الزهار ومن معه، أكملوا مسيرتهم وهم يتطاولون على دول الخليج وقادتها، ولن نقول لهم انظروا حولكم، وسترون كل حجر وشارع ومدرسة ومستشفى خلفه يد خليجية، بل سنقول لهم، إن الخليج الذي واجه الغزاة، وحافظ على أرضه وعروبته ودينه مئات السنين، سيبقى رافع الرأس، محطماً لآمال وأحلام وأوهام وأطماع الآخرين، لم يتهاون في يوم من الأيام، ولن يتهاون، ولا تهزّه ألاعيب الصبية، وعبث من تتبعونهم.

Email