عادي
بلينكن ولافروف يجتمعان لتطويق الخلافات

حذرت من السيناريو المرعب.. روسيا: نية أوكرانيا استعادة القرم «تهديد مباشر»

16:31 مساء
قراءة 4 دقائق
بلينكن

موسكو- أ ف ب، رويترز

أعلن الكرملين، الخميس، أن روسيا تعتبر النية التي أبدتها أوكرانيا باستعادة شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014، «تهديداً مباشراً» لها، وسط توترات بلغت ذروتها بين البلدين. وبينما حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من سيناريو المواجهة العسكرية المرعب، التقى وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي بالسويد، في محاولة لتطويق الخلافات.
وصرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: نرى ذلك كتهديد مباشر موجّه إلى روسيا، في إشارة إلى تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء. وقال زيلينسكي في خطاب أمام البرلمان: إن «تحرير» القرم هو «هدف» و«فلسفة وطنية». وكان يتحدث بذلك عن جهود أوكرانيا في هذا الاتجاه على الصعيد الدبلوماسي وليس عن تدخل عسكري.
واعتبر بيسكوف أن «مثل هذه الصياغة تعني أن نظام كييف لديه نية استخدام كافة الوسائل بما في ذلك القوة، للتعدي على الأراضي الروسية». وندّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية بـ«الخطاب العدائي» للسلطات الأوكرانية، وأعرب عن خشيته من عملية عسكرية لكييف في شرق البلاد.
ويشهد شرق أوكرانيا حرباً بين كييف وانفصاليين موالين لروسيا اندلعت عام 2014، بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم. وأودى النزاع بحياة أكثر من 13 ألف شخص. وتراجعت حدة الاشتباكات كثيراً منذ إبرام اتفاقات سلام عام 2015، لكن لا تزال تندلع أعمال عنف بشكل منتظم.
ورأى بيسكوف أن «احتمال حصول عمل عسكري «أوكراني في الشرق الانفصالي» يبقى مرتفعاً». وقال: نلاحظ زيادة في كثافة الأعمال المستفزة على خطّ التماس.
وتابع: إنه موضوع يثير قلقاً كبيراً بالنسبة إلينا، متّهماً كييف بعدم احترام الاتفاقات الموقعة في مينسك عام 2015 التي لم يطبّق يوماً شقّها السياسي.
تشهد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا توترات بلغت ذروتها منذ أسابيع، إذ تُتّهم موسكو بحشد قواتها على الحدود، وتخشى كييف غزواً وشيكاً.
تنفي روسيا أي نية لها بتنفيذ هجوم، وتتّهم أوكرانيا في المقابل بأنها تشكل «تهديداً» لها وحلف شمال الأطلسي بعزمه التمدد إلى حدودها.

إلى ذلك، حذّر سيرجي لافروف من أن «سيناريو المواجهة العسكرية المرعب» بدأ في العودة إلى أوروبا على خلفية التوترات المتصاعدة بشأن أوكرانيا. وخلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم، اتهم الوزير الروسي حلف شمال الأطلسي «بتقريب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية»، ودعا الغرب إلى درس المقترحات التي ستقدّمها موسكو «في المستقبل القريب» لمنع توسع التحالف إلى الشرق.
والتقى وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي، الخميس، في السويد في وقت بلغت التوترات بشأن أوكرانيا ذروتها، فيما أعلنت واشنطن أن لديها «أدلة» على استعدادات روسيا لغزو كييف وهددتها بفرض عقوبات قاسية. واللقاء بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي لافروف جاء على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في محاولة لتطويق الخلافات.
وقال لافروف لنظيره الأمريكي بلينكن: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح أن موسكو لا تريد خوض صراع جديد بشأن أوكرانيا على الرغم من أن التوتر يتصاعد في المنطقة، في حين قال بلينكن قبيل اللقاء: إن روسيا ستواجه «عواقب وخيمة» إذا لجأت إلى المواجهة مع أوكرانيا.
وتعد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من منتديات الحوار الدولية القليلة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا. ومنذ ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، كلفت هذه الهيئة مراقبة احترام اتفاقات السلام التي تهدف إلى حل الصراع مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا. 
وفي اجتماع لـ«الناتو»، الأربعاء، في ريغا، قال بلينكن إنه «قلق للغاية» من «الأدلة» التي تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «وضع خططاً لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا». وقال: لا نعرف ما إذا كان الرئيس بوتين قد اتخذ قراراً بالغزو. نحن نعلم أنه يبني قدرة للقيام بذلك بسرعة، إذا قرر ذلك.
وشدد بلينكن على أن الدبلوماسية هي «الطريقة المسؤولة الوحيدة لحل هذه الأزمة المحتملة»، وهدّد برد «بسلسلة من العواقب الاقتصادية الطويلة الأمد» التي امتنعت واشنطن عن استخدامها في الماضي.
وردت موسكو على هذه «المزاعم» مجدداً باتهامها أوكرانيا بحشد عشرات الآلاف من الجنود في شرق البلاد. ودعا بوتين إلى «اتفاقات ملموسة» تمنع توسع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق ونشر منظومات أسلحته قرب الحدود الروسية مقترحاً إطلاق «مفاوضات جوهرية» حول هذا الموضوع.
وبعد انضمام جزء كبير من أوروبا الشرقية إلى حلف شمال الأطلسي عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، فإن موسكو ترفض فكرة أن تحذو أوكرانيا حذوها يوماً ما، رغم أن محادثات عضوية كييف متوقفة حالياً.
من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضاً، إلى إجراء محادثات مباشرة مع موسكو بشأن الصراع الجاري مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق بلاده، وهي حرب أودت حتى الآن بحياة 13 ألف شخص. 
وأشار السفير الأمريكي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر إلى أن اجتماع المنظمة المخطط له منذ فترة طويلة «يأتي في وقت حاسم» مع زيادة التوترات على أبواب أوروبا.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"