لن ننافق

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلامي اليوم ليس تدخلاً في شؤون أحد، فالرياضة شأن عام، من حقنا جميعاً أن نخوض في النقاشات الدائرة حولها، سواء كانت حول منتخب أو ناد من الأندية، كَبُر حجمه أو صغر.

كان لا بد من تلك المقدمة حتى أحصن نفسي، فالطريق أصبح أكثر وعورة، وعلينا الحذر، والتوقف عند كل كلمة وجملة ورأي، حتى لا يغضب ما نقول مسؤولاً أو مشجعاً، ولا يخرج علينا من بلغ الحد الأقصى من التوتر والتحسس من أي نقد، وإن كان بمستوى النصيحة، فالبعض يعتبر النصيحة توجيهاً أو تقليلاً من خبرته وفهمه لأمور فريقه، وكيفية إدارته، هم فقط يريدون «المديح» والإشادة، ويفضلون الصمت عند الكوارث، ويسلبون من الجميع حقهم في المطالبة بتحسين صورة الفريق!

وقد مدحنا، وأشدنا بالإنجازات، ولن نمدح ونشيد عند «العثرات»، لأننا لا نقبل بأن نكون منافقين، ويفترض فيمن كان واثقاً من نفسه ألا يطلب من الآخرين أن يكونوا كذلك، فالنفاق يُعمي العين عن الحقيقة، ويخدع، لأنه يقدم صورة مغايرة للواقع، ولو كنا سنقبل ذلك على أنفسنا اليوم لكنا قبلناه قبل 40 عاماً، ولم نتحمل غضب فلان و«زعل» علان، وكلاماً جارحاً نسمعه عبر خطوط الهاتف، ففي الرياضة يحدث كل شيء، ولا يقتصر الأمر على الفوز والهزيمة، وفي البدايات كانت أحداث الملاعب كثيرة ومتنوعة، من خروج على الآداب العامة وكيل الشتائم، إلى الاعتداء الجسدي على جمهور أو حكم أو فريق خصم، وكانت إدارات الأندية تستاء مما يكتب، ولكنها لا تزيد الطين بلة، بل تتصل وتعتذر، وتطيب خاطر من تعرض لأي سوء، وتصلح الأمور، وتقوّم كل معوّج.

النظرة في السابق كانت مختلفة، فالصحافة بالنسبة لإدارة الاتحادات أو الأندية تعتبر شريكاً وليست خصماً، وتقدم تحليلها ورأيها بعيداً عن أية مؤثرات خاصة، كانت المصلحة العامة هي محركها، فإذا تحدثت نقلت صورة شمولية بخلاف رؤية إدارة الفريق، التي كانت تتبع عاطفتها، وما زالت كذلك، مع زيادة مضرة في نسبة الحساسية من النقد.

وقد نكمل الحديث لاحقاً.

Email