الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات لبابة لعلج.. إبحار في أعماق الوعي

لعلج أمام إحدى لوحاتها (من المصدر)
22 أكتوبر 2021 00:47

محمد نجيم (الرباط)

تتبدى لنا أعمال الشاعرة والفنانة التشكيلية المغربية لبابة لعلج، طافحة بأبعاد ودلالات شعرية مثقلة بالرموز والعلامات والإشارات ذات البعد الصوفي الروحاني والتأملي، كما إن النص البصري في المنجز التشكيلي للفنانة لعلج ينهل من معين بوحها الشعري ويصب فيه، لأنها، قبل أن تكون تشكيلية، فهي شاعرة وكانت مناسبة قيام معرضها الذي نُظم في مراكش، للاطلاع على تصورها التشكيلي والشعري معاً حيث وقعت ديوانها الشعري «أفكار شاردة» في نسختيه العربية والفرنسية بحضور عدد من النقاد.
للغوص في أفكار لبابة لعلج الشاردة، برأي الناقد حسن لغدش يستوجب على المتلقي تحديد خطوطه العامة فهو يُمشهد شكلاً وسيطياً بين الواقع والأسطورة، بمعنى إعادة تأليف تاريخي تخييلي، يتعلق الأمر، في الواقع، بالتفريج عن خيبات الحياة.
فيما يخص جغرافيا المنجز، برأي الناقد حسن لغدش، فهو يسلك مساراً يمكن من إبراز أن مغامرة الأفكار هي طريقة لتحليل العالم، لتعلم ولبلوغ الهوية الأصيلة، تبقى مغامرة القارئ الكبرى هي تخيل العوالم الموحى بها وتدبر الدرسين الوجودي والميتافيزيقي الناجمين عنها.. هكذا، الحياة مواربة، حاملة مؤهلات، إذا كانت مغامرة الأنا تبدو معروضة كوحدة فنية، فهي المغامرة حيث تشكل الهوية على مر المنجز لبلوغ حقيقتها الخاصة.. أفكارها تشرد في مسار شغوف.. تتبنى الإسهاب، بلوحات مصاحبة، تذكر بالشَّعَر البودليري. 
مع ذلك، تتحمل هذه الأفكار الأفعوانية انتهاك غراميات صافو قصداً، إلى حد أن انسجام التواطؤ الأنثوي يقدم للرؤية طريقة أخرى، بمعنى آخر، إدماج الناسوت في اللاهوت، وللإشارة فإن التعالي هنا لا يزيغ عن الإنسان، ويصبح الحامل المميز، شعرية رغبة أصيلة بفضل التأليف التشكيلي.
ويحتل الجسد مكانة رئيسة في أعمال لعلج، ولكن ليس بالمعنى البيولوجي للجسد فقط، فهي لا تتناول الجسد بالمفرد، وإنما تسعى إلى بلورة رؤية تفاعلية وشمولية له باعتبار أن الإنسان ليس حبيساً لجسده كمادة، وإنما له امتدادات تتجاوز ذلك بكثير.. وهي بذلك تطرح الجسد باعتباره عالماً مركباً في لوحاتها، لتعرض على متأملها أسئلة قلقة تجاه علاقة الإنسان بالذات والعالم، وتلك قيمة كبرى للعمل التشكيلي الذي يتجاوز حدود اللعب بالشكل واللون ليرقى إلى مستوى ملامسة القضايا الكبرى للإنسان.
كما قال الناقد الجمالي محمد أشويكة، إن الجسد في لوحات الفنانة لبابة لعلج مُبحر في بحر من الألوان يترواح ما بين الفاتحة والقاتمة، تعبيراً عن ما يعتمل ويشتعل في ذات الأنثى من أحاسيس ومشاعر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©