بقدرة إنتاجية تصل إلى 800 لتر من المياه يومياً

تقنية فريدة.. جهاز يحول الهواء إلى ماء في الجناح التشيكي بإكسبو

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحدث أن ينقلك الإبداع والابتكار إلى حالة من الدهشة اللامتناهية، وبالأخص عندما تقترن الأفكار المبدعة بمشاريع ملموسة كالتي يعرضها "الجناح التشيكي" في إكسبو2020 دبي، الجناح الذي يحمل اسم "ربيع التشيك"، والمصمم بطريقة لافتة على شكل غمامة عضوية كبيرة معلقة في السماء مصنوعة من الهياكل المعدنية، وهو فرصة رائعة لمحبي الاستكشاف من زوار إكسبو للتعرف على أهم المشاريع التكنولوجية لجناح يثير التساؤلات حول زراعة الصحراء ويدمج ويستعرض نظام توظيف موارد الأرض الشمسية والهوائية والمائية.

يقدم الجناح تقنية فريدة من نوعها تسمى نظام "ساور" وهو جهاز متحرك بحجم حاوية شحن تصل قدرته الإنتاجية إلى 800 لتر من المياه يومياً، وهذا ما تم تجسيده واقعيا في الجناح الذي ينتج هذه الكمية بالحصول على الماء من الهواء باستخدام الطاقة الشمسية، وهذا هو الجوهر التكنولوجي لجناح جمهورية التشيك في إكسبو 2020 دبي، للمبتكر التشيكي توماس ماتوسكا، بالشراكة مع الجامعة التقنية التشيكية في براغ، التي طورت هذه التقنية بغية تحويل الصحراء الجافة إلى واحة خضراء.

ويمكن التعرف أكثر على مراحل النظام وآلية عمله وتقريب فكرة عمله من خلال المجسم الموجود في الركن المخصص لعرض النظام وفيه مجموعة من اللدائن المدعمة بالألياف الزجاجية والتي تم اختيارها لمقاومتها للتأثيرات المناخية ومميزاتها المستدامة، ويمكن رؤية عملية إنتاج الماء واستخلاصه بكل وضوح.

وبفضل استخدام مادة مجففة ماصة للرطوبة، يستطيع نظام "ساور" امتصاص الماء وإنتاجه حتى في أكثر الظروف الصحراوية جفافاً، ويعمل النظام بالطاقة الشمسية المتولدة من الخلايا الكهروضوئية. لذا فهو يضمن إمداداً مستمراً بمياه الشرب ذات جودة غير متغيرة. ويمكن أن يعمل نظام ساور بشكل مستقل تماماً دون أي اتصال بشبكة الطاقة وبالتالي، فإنه مناسب للاستخدام في المناطق التي لا توجد بها أي بنية تحتية.

ويعمل نظام ساور كنظام من مرحلتين المرحلة الأولى التي يتم فيها استخدام مادة مجففة تمتص بخار الماء من الهواء وتحتفظ به على سطحها، ثم يعاد الهواء الخالي من الرطوبة إلى الخارج، والجدير بالذكر أن الأنظمة التقليدية يمكنها أن تنتج ما يعادل 10 لترات /يوم من هواء الصحراء، فإن S.A.W.E.R. قادر على إنتاج أكثر من 800 لتر / يوم.

وسينتج الجناح التشيكي الممتد على مساحة 2200 متر وخلال إكسبو 2020،  144ألف لتر ماء خلال ستة أشهر، وسيتم استخدام هذه المياه لإنتاج كتلة حيوية من الطحالب، التي ستساعد الأعشاب والمحاصيل على النمو في رمال الصحراء ويهدف الفريق التشيكي إلى استخدام التكنولوجيا لزراعة أشجار الزيتون والنخيل في الإمارات خلال فترة الحدث.

ويقدم النظام حلا رائعا لإنتاج المياه في أشد الظروف حرارة وجفافا، إذ يمكن أن يوجد الجهاز في واحة صحراوية وتحويلها إلى مزرعة خضراء صالحة للزراعة، عن طريق بناء وحدة مستقلة مكونة من حاويتين واحة للإنتاج وأخرى للطاقة. تتكون "حاوية الإنتاج" من وحدة الامتصاص وخزان المياه ومحطة معالجة مياه الشرب، أما "حاوية الطاقة" مؤلفة من مستودع البطارية وخزانات الحرارة والبرودة، إذ لابد من بناء سقف شمسي يعمل بالطاقة الشمسية فوق كلتا الحاويات من خلال ربط السقف بالحاويات، ويمكن إنتاج مياه الشرب وتزويدها بشكل مستقل دون الاتصال بشبكة الطاقة.

Email