الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منتدى «الاتحاد» الـ16.. استثمار الثروة في التنمية والتسامح والسلام

أرشيفية
20 أكتوبر 2021 03:08

طه حسيب (أبوظبي)

 تحت عنوان «التنمية الاقتصادية.. قاطرة الاستقرار والإسهام الحضاري»، تنطلق اليوم فعاليات منتدى الاتحاد السنوي السادس عشر، بالتزامن مع الذكرى الثانية والخمسين لصدور جريدة الاتحاد. وعلى مدار 3 جلسات ومن خلال 12 ورقة، تتركز النقاشات والأطروحات حول التنمية الاقتصادية كمحور مهم في هذه المرحلة، خاصة مع بداية التعافي من تداعيات جائحة «كورونا». النسخة السادسة عشرة تحلل النهج التنموي لدولة الإمارات، من خلال قراءة التجربة التنموية الإماراتية، ورصد تطلعاتها نحو اقتصاد المعرفة بخطوات عملية ثابتة في الذكاء الاصطناعي والاستدامة والطاقة المتجددة واستكشاف الفضاء.
وعن «مسيرة التنمية الاقتصادية في الإمارات»، خصص المنتدى أوراق الجلسة الأولى، بمحتوى يقرأ كيف أن الإمارات استثمرت ثروتها ومواردها في تفعيل التنمية والسير قدماً نحو التسامح والسلام، ضمن ورقة يقدمها رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية وعضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، وعضو المجلس العلمي الأعلى في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية. واستنتج السيد أن الإمارات نجحت في تحقيق التكامل بين المكونات الاقتصادية والجوانب المعنوية والإنسانية المتمثلة في التسامح والسلام، في إطار استجابة نوعية من أجل مستقبلٍ للأخوة والسلام الإنساني.

اقتصاد القرن الحادي والعشرين
 وتطرح ورقة محمد العسومي الخبير والمستشار الاقتصادي، جوانب التنوع في اقتصاد الإمارات، التي تستهدف الدخول في اقتصاد المعرفة في الخمسينية الثانية للدولة، كي تصبح الدولة مركزاً عالمياً للتجارة والخدمات المالية، تنافس في المراكز الأولى وتستند على الابتكار والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي، وبلورة نموذج تنموي يُحتذى به في القرن الحادي والعشرين. وتنوّه الورقة إلى مبادئ الخمسين والمشاريع المنبثقة عنها التي تختلف في طبيعتها عن المشروعات السابقة، كونها تطمح إلى نقلة نوعية تتعلق بإعادة هيكلة الاقتصاد ككل بما يتناسب مع ومتطلبات التنمية في القرن الحادي والعشرين. 

الثورة الصناعية الخامسة
وتخصص الجلسة الأولى ورقة حول الذكاء الاصطناعي تقدمها الدكتورة ابتسام المزروعي، الخبيرة في حلول الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة و«إنترنت الأشياء» والتقنيات اللاسلكية، مستنتجة أن التطور التقني يتسارع بوتيرة حادة والثورة الصناعية الخامسة القادمة ستغير مفهوم ترابط وتفاعل الإنسان مع التقنيات لتحقيق تنمية مستدامة، حيث سيكون الاقتصاد المبني على الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة والجانب البشري فيه أكثر إبداعاً وابتكاراً. وتؤكد الورقة ارتباط الثورة الصناعية الرابعة بالاقتصاد الرقمي، ما يتطلب تغيرات كبيرة في سوق العمل، وربما تقليل الحاجة إلى العنصر البشري. ورسمت الورقة صورة للثورة الصناعية الخامسة، التي ستختفي الأجهزة الذكية ليحل محلها واجهات تعمل بصورة أشبه بدماغ آلي لتنفيذ المهام المطلوبة وتحقيق التواصل مع العقل البشري للحصول على معلومات وبيانات. وتؤكد الورقة أن الثورة الصناعية الخامسة لن تكون ثورة علمية جافة، بل ستحقق التوازن بين الجانبين العلمي والإنساني، ليصبح الاقتصاد المبني على الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة والجانب البشري فيه أكثر إبداعاً وابتكاراً.

  • الصور من الأرشيف
    الصور من الأرشيف

 مشاريع الخمسين
وحظيت مشاريع الخمسين باهتمام النسخة السادسة عشرة من منتدى «الاتحاد»، فتحت عنوان «مشاريع الخمسين آلية للتحفيز الاقتصادي والتطلع للمستقبل»، يقدم جابر الشعيبي، الباحث المتخصص في الشؤون الجيوسياسية ورقة تتطرق إلى أهمية القطاع الاقتصادي في الأجندة الوطنية، المستندة إلى «رؤية الإمارات 2021»، التي تطلعت إلى ترسيخ اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار بحلول اليوبيل الذهبي لـ«الاتحاد» في 2 ديسمبر 2021. ولدى الشعيبي قناعة بأن هذه الرؤية أثمرت عندما وصلت الإمارات المرتبة الـ 25 عالمياً عام 2020 في مؤشر التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وأيضاً من خلال زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارات الذي بلغ 19.9 مليار دولار أميركي عام 2020 حتى وصلت إلى المرتبة الأولى عربياً في الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
 
صناعة الريادة
وتركز أوراق الجلسة الثانية على «النمو الاقتصادي وصناعة الريادة الإقليمية»، ويقدم خلالها رشيد الخيون الكاتب والباحث العراقي عن استخدام الموارد والثروات في إعمار الأرض وخدمة الناس، فابن خلدون تحدث عن أن الحضارة تتفاوت بتفاوت العمران، فمتى كان العمران أكثر كانت الحضارة أكمل. 

صنع الحضارة
ويتطرق عبدالله العوضي في ورقته إلى الإمارات في «إكسبو 2020»، مؤكداً أن التجربة التنموية الإماراتية أثبتت قدرة العرب على المساهمة في صنع الحضارة. واقتبس العوضي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «لقد علمتنا الأيام أن المستحيل وجهة نظر، وأنه لا توجد حدود للتميز في السباق نحو الريادة، كما علمتنا الأيام أن الرؤية الواضحة والعزيمة القوية والرجال المخلصين يستطيعون تحويل الحلم إلى حقيقة والرؤية إلى واقع»، وهو ما يؤكد أن الإنسان في قلب أي حضارة، حيث يشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرؤية ذاتها، في هذه النقطة التي في قلب أي حضارة يطلق عليها صفة الإنسانية.

القوة الناعمة
وتتطرق أوراق الجلسة الثانية إلى النجاح الاقتصادي كرافد مهم لصناعة القوة الناعمة الإمارات نموذجاً، وتقدم من خلالها الكاتبة والروائية نورة الطنيجي، أمثلة واقعية لإنجازات الدولة كقوة ناعمة، من أهمها مؤخراً «إكسبو 2020 دبي» والذي يُعتبر الآن الإنجاز العالمي الذي أثبت جدارته أمام العالم، بل وأبهر كل من حضره.

تعزيز الابتكار
وتحت عنوان «اقتصاد المعرفة وتعزيز الابتكار» تسلط أوراق الجلسة الثالثة الضوء من خلال الكاتب والباحث الإماراتي الدكتور سالم حميد، على الاستدامة كمحور مهم في «إكسبو 2020 دبي» وأيضاً قاطرة للنمو في الإمارات، وتركز الجلسة على أهمية العلوم المتقدمة، وتتيح فرصة للشباب لطرح تجاربهم مع العلوم المتقدمة، حيث يقدم الطالب محمد الهاشمي، من كلية الطب بجامعة خليفة، تجربته في البحث العلمي. وتتضمن الجلسة أيضاً مداخلة للطالبة المخترعة فاطمة الكعبي. 

الاتحاد منصة تقرأ المستقبل
في العشرين من أكتوبر كل عام، تحتفل «الاتحاد» بذكرى صدورها، فالجريدة تأسست في هذا اليوم من عام 1969.. وانطلاقاً من دورها ورسالتها، تجعل من هذه المناسبة، فرصةً لمناقشة قضية جوهرية تهم المنطقة العربية، وبهذه المناسبة دأبت الصحيفة منذ عام 2006 على حشد طاقات فكرية خلاقة من كُتاب وباحثين ومفكرين بتخصصات متنوعة، كي يدلوا بدلوهم في هذه القضية، في إطار «منتدى الاتحاد»، لتنوير الجمهور وتزويدهم بتحليلات تقرأ الواقع وتستشرف المستقبل، وتحلل ما يدور في المنطقة محيطهم العربي. والمنتدى أصبح فعالية فكرية سنوية تلقي بأحجارها المحفزة على البحث والتحليل واستخلاص الدروس واستشراف المستقبل. وعلى مدار 16 عاماً تعكس فعاليات المنتدى نبض المنطقة، ترصد جديدها، وتسعى إلى تفسير غريبها من تطورات وتجاذبات.

مخاطر الانتشار النووي
 وضمن هذا الإطار، في السابع من نوفمبر 2006 استهلت الصحيفة أول منتدياتها بالتحذير من مخاطر الانتشار النووي وأثره على استقرار المنطقة.

العولمة وتحديات الثقافة العربية
وسلّطت النسخة الثانية من المنتدى في أكتوبر 2007 الضوء على «تحديات الثقافة العربية في عصر العولمة»، عنوان تباينت حوله رؤى رموز الفكر العربي بشأن أسباب أزمة الثقافة العربية وعلاقة النخبة الثقافية بالمجتمع، مروراً بالعلاقة الشائكة مع ثقافة العولمة.

الدين والمجتمع في العالم العربي
وكان «الدين والمجتمع في العالم العربي» عنواناً رئيسياً لأوراق عمل النسخة الثالثة من منتدى الاتحاد والتي انطلقت في أكتوبر عام 2008. وتم التركيز خلالها على إشكالية الدين والسياسة في المجتمع العربي، وعلى خطر الجماعات الأصولية المتطرفة وتأثيرها على الاستقرار السياسي.

الصحافة العربية.. الواقع والطموح
وفي ذكرى صدورها الأربعين، الذي واكب يوم 20 أكتوبر 2009: وتحت عنوان «الصحافة العربية.. الواقع والطموح»، ناقشت «الاتحاد» في منتداها الرابع مستقبل الصحافة، مستقرئاً التحديات الراهنة والتحديات الجمة أمام الصحافة الورقية في العالم العربي. 

العرب ودول الجوار
وفي 2010، جاءت دول الجوار لتكون محور اهتمام النسخة الخامسة لمنتدى «الاتحاد»، واضعة تحليلات جمة بشأن الأبعاد الإقليمية لعلاقات العرب مع جيرانهم. فتحت عنوان «العرب ودول الجوار»، رصدت هذه النسخة واقع التفاعلات بين المنطقة العربية ودول الجوار ضمن محاولة لتفسير التطورات الأخيرة التي طرأت على علاقات العرب مع الدول المجاورة.

العالم العربي.. إلى أين؟
وفي منتدى 2011، وفي خضم عام اكتظ بمتغيرات عدة، كان من الصعب توقعها، شهدت النسخة السادسة من منتدى الاتحاد قراءة لهذه المتغيرات، حملت عنوان «العالم العربي.. إلى أين؟»، وتطرقت أوراق العمل لمحاور مهمة من بينها: «الثورات العربية في ضوء الخبرة الإنسانية»، و«دور الفضائيات ووسائل الإعلام الاجتماعية في دعم الثورات العربية»، وما إذا كان «الربيع العربي» ثورات أم حركات اجتماعية؟ ومدى تأثير التغيير الثوري على بنية النظام الإقليمي، ومآلات قوى التغيير وتراوحها ما بين الاختطاف والعقلنة.

المشهد العربي ومسارات التحول
وفي منتدى 2012: وتحت عنوان «المشهد العربي ومسارات التحول»، جاءت النسخة السابعة من المنتدى، لتسلط الضوء على تحديات المرحلة الانتقالية في الدول التي شهدت تغييراً، خاصة في ظل حالة من السيولة ظهرت بوضوح في البلدان العربية التي شهدت موجات من التغيير.

الدولة الوطنية
وفي منتدى 2013، كان عنوان السجال «مستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي»، وتمت مناقشة محددات التكامل في الدولة الوطنية، وتأثير النشأة والمحددات الاجتماعية على أسس التكامل، والدور الثقافي في تعزيز التكامل الوطني. وخطورة الأبعاد الدينية والمذهبية والعرقية على التماسك الوطني. وشارك في الفعاليات معالي الأستاذ محمد المر، الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي، واستهل أوراق الجلسة الأولى، بمساهمة حول «مفهوم الوطنية ودلائل الاهتمام بالوطن». وشارك في فعاليات هذه النسخة معالي الأستاذ محمد أوجار، وزير حقوق الإنسان المغربي الأسبق بورقة حول «الدولة الحديثة مظاهر وجودها ووظائفها».

الإرهاب من جديد
في النسخة التاسعة، وتحت عنوان «الإرهاب من جديد»، سلّط منتدى الاتحاد، الضوء على عودة الإرهاب إلى المنطقة، ووسائل مواجهته. وخلال يومي 21 و22 أكتوبر 2014، وعلى مدار خمس جلسات عرض كوكبة من المفكرين والكُتاب العرب رؤاهم حول التهديدات الإرهابية الراهنة من خلال 13 ورقة عمل رصدت المخاطر الإرهابية وصنوف التنظيمات المتطرفة وتأثيرها السلبي على الاستقرار في الشرق الأوسط.

الانقلاب الحوثي
وفي 20 و21 أكتوبر 2015، وضمن منتداها السنوي العاشر، وتحت عنوان «اليمن: الانقلاب الحوثي والردّ الخليجي»، حلل كُتّاب صفحات «وجهات نظر» خلفيّات ظهور «الحوثيين»، وما آلت إليه تطلعات الشعب اليمني الشقيق في التغيير.. وألقت أوراق العمل الضوء على الأسس الاستراتيجية للمشاركة الإماراتية في «عاصفة الحزم»، والتأكيد على رؤية مشتركة لدى «التحالف العربي» تجاه أمن المنطقة، وخلصت هذه النسخة إلى أن «عاصفة الحزم» أكدت استقلالية القرار الخليجي في القضايا الأمنية.

العرب بعد 100 عام على سايكس - بيكو
وفي نسخة 2016، وتحت عنوان «العرب بعد 100 عام على سايكس - بيكو»، خصصت «الاتحاد» فعاليات منتداها الحادي عشر، لتجيب على تساؤل محوري يتعلق بمدى تشابه المخاطر الحالية في المنطقة، بما كان عليه الوضع في العقِد الثاني من القرن العشرين. وكان السؤال المحوري الذي طرحته أوراق وسجالات المشاركين مؤداه: إذا كان مرور 100 عام على سايكس- بيكو يذكّرنا بالأطماع الخارجية والتنافس الدولي على النفوذ داخل المنطقة العربية، فهل يختلف المشهد الراهن كثيراً عما كان عليه وقت توقيع الاتفاقية عام 1916؟

التعاون الخليجي ومكافحة الإرهاب
وتحت عنوان «دول مجلس التعاون الخليجي ومكافحة الإرهاب»، خصصت «الاتحاد» منتداها الثاني عشر، في 20 أكتوبر 2017 لرصد مخاطر الإرهاب وتأثيره على استقرار المنطقة، وضرورة التصدي لخطاب الكراهية.

صورة الإمارات في الإعلام
يوم الرابع والعشرين من أكتوبر 2018، خصصت «الاتحاد» منتداها الثالث عشر لرصد صورة الإمارات في الإعلام، من زوايا عديدة، وكيف تطورت هذه الصورة عبر مراحل متتالية، بدأت منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ظهر إدراك مبكر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأهمية الإعلام ومحورية رسالته في نقل رؤية القيادة للجمهور، وتنوير العامة بقضايا الوطن وتحدياته. وركزت هذه النسخة التي تزامنت مع «عام زايد» على إرث الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في مجال الإعلام بما يتضمنه من انفتاح وتسامح ورؤى ومبادرات تثري الوطن وتحفز أبناءه على العمل والعطاء.

عام التسامح
وتحت عنوان «الأخوّة الإنسانية.. رؤية الإمارات لعالم متسامح»، ومن خلال 8 أوراق عمل وثلاث جلسات و11 متحدثاً رصدت النسخة الرابعة عشرة لمنتدى الاتحاد، في عام 2019 محاور أساسية ركّزت على عام التسامح والبعد الإنساني في سياسة الإمارات الخارجية التي تؤكد منهجيتها الواضحة في الأخوة الإنسانية والتسامح.

رسالة سلام
وجاءت النسخة الخامسة عشرة بعنوان «الإمارات.. رسالة سلام»، لتسلط الضوء على سياسة دولة الإمارات الخارجية ومحورية السلام في هذه السياسة التي تنسجم مع قيم الدولة المتمثلة في التسامح والتعايش السلمي، وتحقيقاً لتوجهاتها كصانعة للأمل والتنمية على مستوى المنطقة، ويتطرق المنتدى أيضاً إلى أهمية تنشئة جيل جديد مدرك للتعايش والسلام.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©