عادي
يقوم بأعمال كثيرة مع إهمال أولياء الأمور لأبنائهم

الأخصائي الاجتماعي.. دور كبير ودخل محدود

00:26 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: أمير السني

يواجه الأخصائي الاجتماعي في المدارس الخاصة، سيلاً من المشكلات المتعلقة بخلافات الطلاب مع بعضهم بعضاً ، وشكوى بعض أولياء الأمور من سلوك بعض المعلمين أو المعلمات تجاه أبنائهم، وفي المقابل يشكو الأخصائيون الاجتماعيون ضعف رواتبهم مقابل المهام الكبيرة التي يؤدونها، إلى جانب بعض الإهمال من أولياء الأمور لأبنائهم في مواجهة المشكلات التي تنشأ في الميدان التربوي، وعدم تفهم الدور الذي يمكن أن يلعبه الأخصائي الاجتماعي في مساعدة الطالب على تحسين سلوكياته، والمعلم على التعامل مع كثير من التحديات التي تواجههم في اليوم الدراسي.

تحدث عدد من أولياء الأمور عن دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة وعدم تمكنه من حل المشكلات التي تواجه أبناءهم، فتقول واحدة من أولياء الأمور التي تدرس ابنتها بمدرسة خاصة، إن الأخصائية الاجتماعية تجدها مشغولة بمهام أخرى تشغلها عن السعي لحل مشكلات الطلاب والطالبات، فهي تنشط فقط في ترتيب الرحلات الترفيهية وإقامة الحفلات، معتبرة أن القيام بتلك الواجبات غير ضروري ولايمت بصلة للدور الرئيسي الذي يجب أن تقوم به، حيث أنها لاحظت وجود فوضى لعدد من الطالبات بالصف الذي تدرس به ابنتها، وهذا يحتاج لعرضهن على الأخصائية الاجتماعية.

وحكي ولي أمر عن تجربة حدثت لابنه مع الأخصائي الاجتماعي بعد أن تعرض لاعتداء من طلاب آخرين، موضحاً أن الاخصائي الاجتماعي جلس مع ابنه مرة واحدة ولم يتابع الشكوى باستدعاء الطلاب ووقف الاعتداء، ولم يجد حلاً حاسماً للمشكلة، فيما رأت ولية أمر ثالثة أن الأخصائي الأخصائي الأخصائية غير قادرة على حل المشكلات التي تعرض عليها من الطالبات بسبب ضغوطات العمل وتعدد مهامها، الأمر الذي يجعلها لاتؤدي الدور المطلوب.

تحسين أوضاع

وأرجعت سلمى عدنان اختصاصية اجتماعية بإحدى المدارس الخاصة اسباب عدم تمكن الأخصائي الاجتماعي بدوره كاملاً عن المهام التي تقوم بها مشيرة إلى معاناتها من ازدحام العمل وبذل طاقة كبيرة في حل المشكلات للطالبات، بينما راتبها الشهري لايكفي حجم الوظيفة التي تقوم بها، وأن أغلب الأخصائيين الاجتماعيين يعانون المشكلة ذاتها، ولهذا لايحبز الكثيرون العمل بالمدارس وإنما يبحثون عن العمل في دور الرعاية الاجتماعية الحكومية لأن رواتبها مجزية.

وقال محمد الأسباط اختصاصي اجتماعي في مدرسة خاصة: إن قضايا الطلاب بالمدرسة غالبيتها لاتقف عند الأخصائي وحده، وإنما تحتاج إلى دور تكاملي تقوم به المدرسات، لأن غالبية المشكلات تحدث نتيجة الإخلال بالنظام المدرسي، ويفهم في كثير من الأحيان أن حله في يد الاخصائي الاجتماعي وهذا مفهوم خاطئ.

وأفادت سمية خالد التي تعمل اختصاصية اجتماعية، بأن تعدد مهامها مقابل التردد الكثيف للطالبات وأولياء الأمور على المكتب يجعل مهمتها عسيرة، ولهذا تجدها مشغولة دائماً وغير متفرغة لحل كافة المشكلات، مشددة على أن عملها يجب أن ينحصر في التخصص المحدد لأن ذلك يسهم في إنجاح العملية التربوية ويزيد من التحصيل العلمي لطالبات المدرسة من خلال المساهمة في تخفيض المشاكل الاجتماعية التي تواجههن.

وقال علي الحمادي، تربوي: إن للأخصائي دوراً مهماً في إيجاد بيئة مريحة ومناخاً للتعليم في المدارس، مشجعاً على التفاعل وتكوين العلاقات بين الطلبة، وعلى الأخصائي أن يتقبل سلوك الطلاب ومشاعرهم دون لوم أو تأنيب باعتباره المثل الأعلى بالنسبة لهم، وهو في نظرهم الأمين العادل، والمدرك لأهمية وضعه كإنسان جدير بالتقدير.

وأشار إلى أن الدور الحالى للاختصاصي الاجتماعي لايتماشى مع دوره الأساسي في بعض المدارس، وهذا لايساعد في تقويم العملية التربوية التي يعتبر الأخصائي محوراً مهماً فيها، فهو يبذل جهوداً مضاعفة لحماية طلاب هذه المرحلة من التعرض للمشكلات ويجنبهم الوقوع فيها، ويستعين في ذلك بالجهود التي يبذلها مع المعلمين، والعاملين بالمدرسة وأولياء الأمور.

ودعا الحمادي إلى منح الأخصائي الاجتماعي المزيد من التدريب لمواكبة التطورات التقنية والأساليب الحديثة للتعامل مع الطلاب، مشيراً إلى أن من مهاراته اكتشاف الحالات المعرضة للمشكلات من خلال تفاعله مع الطلاب في المدرسة وعن طريق الأنشطة والبرامج المختلفة التي يعدها لهم ويشترك معهم في ممارستها.

أدوار حقيقية

يؤكد همام الحوسني، المرشد الأكاديمي، أن الأخصائي الاجتماعي هو الشخص المسؤول عن دراسة السلوك الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد داخل المؤسسات التربوية وفق نظريات علم الاجتماع، ويقع على عاتقه دور كبير فهو يعامل طلاب من بيئات مختلفة وفروقات اجتماعية متنوعة، وعليه أن يراعي تلك المتغيرات لأهمية وجود أولئك الطلاب في مدرسة تعتبر من أهم المؤسسات التي ترفد المجتمع بسلاح العلم والحضارة.

وأضاف أن الأخصائي عليه أن يقف على الكثير من المشكلات التي يعانيها الطالب والتي من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي في مستقبله الدراسي، من بينها كثرة غياب الطالب، والتأخرعن مواعيد المدرسة، والفشل الدراسي، ويدرس المشكلات دراسة دقيقة ويجتهد في إيجاد الحلول المناسبة، مشيراً إلى أن الأخصائي لايكتفي بحل المشكلة مع الطالب فقط، وإنما يتم استدعاء ولي الأمر لمتابعة مشكلة ما، مثل كثرة الغياب أو غير ذلك، والتحدث معه ومحاولة الاتفاق على إيجاد العلاج المناسب .

مفاهيم خاطئة

ويوضح فواز صالح، تربوي أن الكثيرين يعتقدون أن مهمة الأخصائي الاجتماعي هي علاج القضايا السلوكية وهذا مفهوم قاصر، وإنما هنالك أدوار أخرى تعمل على وقاية الطلاب من تراكم المشكلات السلوكية مثل إعداد المسابقات التي تعقدها الكثير من المؤسسات التعليمية بغرض تحفيز الطلاب، وتشجيعهم على التميز، ومن بينها المسابقات الخاصة بأوائل الطلاب، وغير ذلك من المسابقات التي ترتبط بالأنشطة، والمجالات التي توجد في المدرسة، مثلاً كالمسابقات الفنية الخاصة بالرسم، والموسيقى.

وقال يجب على الأخصائي أن يتابع الطلاب الذين لايشتركون في الأنشطة المختلفة التي تقام في المدرسة ومحاولة إشراكهم فيها، كالإذاعة المدرسية وفقراتها المتنوعة، والعمل على القيام ببعض الندوات التي ترفع مستوى الوعي الفكري، والثقافي عند الكثير من الطلاب، والموضوعات التي تهتم بها هذه الندوات ما بين الموضوعات الدينية والاجتماعية و العلمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"