الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السكرتير الشخصي السابق للبابا فرنسيس لـ «الاتحاد»: الإمارات تعيش قيم السلام والتسامح

السكرتير الشخصي السابق للبابا فرنسيس لـ «الاتحاد»: الإمارات تعيش قيم السلام والتسامح
26 سبتمبر 2021 00:28

طه حسيب (أبوظبي) 
 
أكد المونسينيور دكتور يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن زيارته للإمارات الآن تذكره باللحظات التاريخية التي تم فيها توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب. وأكد الأب يوأنس امتنانه للإمارات وشعبها وقيادتها التي أسست للحوار والتسامح والتآخي، وقدمت نموذجاً فريداً في التعايش بين الثقافات.
وأشار الأب يوأنس إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زرع في الإمارات بذور التآخي والمساومة والتسامح التي نجني الآن ثمارها عندما نرى الإمارات تقود المنطقة نحو السلام والحوار. ومن خلال تجربته في الإعداد للتوقيع على «وثيقة الأخوّة الإنسانية» التي كانت ثمرة اللقاء التاريخي بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والإمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، قال: اخترنا الإمارات تشجيعاً لهذا النموذج العملي لنشر التسامح والمساواة، فالإمارات لا تتكلم عن السلام والتسامح والمساواة فقط، وإنما تعيش هذه القيم وتدعو الآخرين لعيشها. ويقول: «كانت تجربتي في الإمارات ناجحة جداً، حيث وجدت شعباً يحب السلام، ويشجع الآخرين على تبنيه. فطوبى لصانع السلام».
وواصل الأب يوأنس، عملت في الإعداد لزيارة قداسة البابا إلى الإمارات، وجدت من الإماراتيين كل كرم وتعاون وسخاء، وكلما تعاملت مع أهل وشعب الإمارات زاد تقديري لهم وعرفاني بالجميل تجاههم لما يقومون به لبلدهم وللمنطقة وللعالم.
وأشار الأب يوأنس إلى أن البابا فرنسيس أول بابا في التاريخ يزور منطقة الجزيرة العربية، ويلتقي بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ويكون مكان اللقاء على أرض الإمارات الطيبة، فهذا حدث تاريخي مهم، درس للتاريخ. ولفت الانتباه إلى أن هذه المنطقة التي غالباً ما يتابع العالم صراعاتها وتفجيراتها وتعصباتها وحروبها، ها هي تقدم للعالم صورة أخرى ونموذجاً آخر من الإمارات، التي قدمت وثيقة أصبحت مرجعاً تاريخياً للعالم كله. ولدى الأب يوأنس قناعة بأنه بعد توقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية» في أبوظبي، لا أحد يستطيع الحديث عن الحوار الديني أو حوار الثقافات والأديان دون أن يتطرق إلى هذه الوثيقة التاريخية. 
الإمارات بذلك قدمت صورة أخرى لهذه المنطقة، ومن خلال وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في أبوظبي، قدمت الإمارات صورة أفضل عن المنطقة، صورة للتعايش، حيث تعيش جنسيات عديدة على هذه الأرض بسلام، كل يحترم الآخر، الكل يعيش بسلام، وكلنا أخوة في الإنسانية. وأضاف: كل الشكر لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ولشعب دولة الإمارات، شكراً لشيخ الأزهر ولقداسة البابا فرنسيس، فهما قدما لنا وللأجيال القادمة هذه الوثيقة، وهذا النموذج الذي نجني ثمارها الآن وفي المستقبل. وكما أن الخير حاجة بشرية، كذلك هو الوئام والتعايش، فما أحوج منطقتنا والعالم كله لهذه النماذج.. نموذج السلام والتسامح. واستنتج الأب يوأنس بعد توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية تأكدت الرغبة والإرادة في تطبيق هذه المبادئ بطريقة عملية، كانت أولى ثمار وثيقة الأخوة الإنسانية، وضع حجر الأساس للبيت الإبراهيمي الذي سيكون نموذجاً مشرفاً لتعايش الأديان مع احترام كل دين لخصوصيات الدين الآخر. من الثمار الأخرى تدشين اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ومن الثمار أيضاً دار أيتام نقوم ببنائها في مصر لجميع الأطفال المحتاجين، لتطبيق مبدأ الأخوة الإنسانية لمساعدة جميع الأطفال المحتاجين من أجل تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية، هذه المبادئ ينبغي تفعيلها من أجل مساعدة الضعفاء والمحتاجين. 

  • يوأنس لحظي جيد
    يوأنس لحظي جيد

الوصايا العشر لنشر التسامح
-شارك الأب يوأنس في ندوة «نشر ثقافة السلام والتسامح في العالم.. ما الذي ينبغي علينا فعله؟»، التي انعقدت بمناسبة يوم السلام العالمي (21 سبتمبر)، بالتعاون بين صحيفة الاتحاد ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، وقدم مداخلة بعنوان (الضرورة والحاجة إلى الحوار والأخوّة)، وركّز خلالها على «وثيقة الأخوّة الإنسانية» التي تم توقيعها في أبوظبي يوم 4 فبراير 2019، والتي وصفها بالتاريخية والتي تعتبر دليلاً أساسياً للإجابة عن سؤال: «ما ينبغي علينا فعله»، واعتبر أن الوثيقة تتضمن ما يمكن اعتباره وصايا عشر لنشر ثقافة السلام والتسامح في العالم: وسردها كالتالي: لا للعنف باسم الله لا لأصنام الأحكام المسبقة وأخطأ التاريخ، لا لثقافة الإجبار والتعصب، لا لازدواجية الأحكام والمعايير، لا للإجبار على الدين والاعتقاد. تطبيق مفهوم المواطَنة، وحماية حقوق المرأة والطفل والمسن والمريض، والعدالة الاجتماعية القائمة على الرحمة، والحوار ضرورة ملحّة وحاجة ملحّة، وأخيراً: ابدأ بنفسك.

المونسنيور يوأنس.. سيرة «الجندي المجهول»
عمل الأب المصري يوأنس لحظي طوال 6 سنوات كسكرتير شخصي ومترجم اللغة العربية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وهو أول شخصية عربية تشغل هذا المنصب في تاريخ الفاتيكان.
وصفه فضيلة الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب بـ «بالجندي المجهول»، حيث كان حلقة وصل بين الفاتيكان والعالم العربي، حيث ربطته علاقة جيدة بالأزهر الشريف، ساهمت في الإعداد لوثيقة الأخوة الإنسانية، وهو أيضاً أحد الأعضاء المؤسسين للجنة العليا للأخوة الإنسانية، والتي تعمل على تحقيق ونشر مبادئ تلك الوثيقة العالمية على أرض الواقع.
حصل المونسنيور يوأنس، وهو كاهن قبطي كاثوليكي، على الدكتوراه في القانون الكنسي، ليلتحق بعدها بالسلك الدبلوماسي الفاتيكاني، حيث عمل كدبلوماسي في سفارات الفاتيكان بعدة دول أفريقية وعربية، ثم عمل في أمانة سر دولة الفاتيكان لمدة 8 سنوات، ليكون صوت البابا باللغة العربية، بعد إضافة العربية كلغة معتمدة في الفاتيكان.
السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس، عضو لجنة الأخوة الإنسانية. ورئيس «جمعية الطفل يسوع الخيرية» بالقاهرة.
أول سكرتير شخصي عربي، مصري، للبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، كان متخصصاً في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، ليتحول سفيراً فوق العادة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©