عادي

لبنان.. من ويلات صراع الساسة إلى ثأر العشائر

19:43 مساء
قراءة 3 دقائق
1
لبنان
1

بيروت:«الخليج»، وكالات

اندلعت اشتباكات بين عناصر من ميليشيات «حزب الله» وعشائر عربية جنوبي بيروت، أدت إلى سقوط 6 قتلى بينهم 3 من الحزب، إضافة إلى 10 جرحى، أمس الأحد، خلال تشييع أحد مسؤولي الميليشيا، في وقت يترقب اللبنانيون اللقاء المنتظر اليوم (الاثنين) بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وهو الرابع في حسابات اللقاءات التي تتمحور حول عملية تشكيل الحكومة، حيث يبدو أن مسار تأليف الحكومة قد يكون أمام أيام مفصلية، كما تتجه الانظار الى ما سيحمله أسبوع إحياء الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب الذي سيكون يوم حداد وطني، وما ستفرزه التحركات الشعبية من تداعيات قد يكون لها تأثير مباشر على الاوضاع في لبنان. 

اشتباكات في خلدة  

وقالت مصادر أمنية إن الجيش اللبناني دفع بتعزيزات عسكرية إلى منطقة خلدة لضبط الوضع، ويعمل على إقفال جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة. وقال الجيش في بيان إنه سيطلق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات في خلدة وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر. وأكدت مصادر لبنانية سقوط 6 قتلى بينهم 3 من عناصر «حزب الله» في الاشتباكات التي جاءت على خلفية ثأر على يد شاب من آل غصن من عشائر العرب، وهو ما فجّر الاشتباكات. وقال «حزب الله» في بيان إن «علي شبلي قضى بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة»، وأضاف: «نؤكد رفضنا لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات»، ودعا الدولة للقيام بواجباتها بالملاحقة والمحاسبة. ودعا الأجهزة الأمنية والقضائية الى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين، كما طالب الأجهزة الأمنية والقضائية بالتصدي الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم. وكان رجل من «عرب خلدة» في لبنان، أقدم على قتل المواطن، علي شبلي، خلال حفل زفاف في منطقة الجية، على خلفية «قضية ثأر».

الجيش يتحرك ويحذر

ومن جانبه، قال «اتحاد أبناء العشائر العربية» في لبنان في بيان «إن ما يحصل في خلدة الآن سبق وحذرنا منه وبقينا خلال عام ونحن نناشد ولم نوفر جهداً لعدم دخولنا في معركة لا ناقة ولا جمل لنا فيها وكنا نرفض أن ندفع فاتورة معركة سلاح حزب الله. وطالب «اتحاد أبناء العشائر العربية» في البيان «قيادة الجيش اللبناني والأجهزه الأمنية والقيادة الروحية والسياسية بالتدخل السريع لوقف الفتنة قبل فوات الأوان وخروج الأمور عن السيطرة». وسادت حالة من التوتر في المنطقة بعد إطلاق النار، وأفادت معلومات بأن اتصالات جرت بين الأحزاب والأجهزة الأمنية لضبط الأمور في خلدة. ومتابعة لما يحدث في خلدة، أجرى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي اتصالاً بقائد الجيش اللبناني الذي أكد أن «الجيش سيعزز تواجده في المنطقة لضبط الوضع». ودعا ميقاتي أبناء المنطقة إلى «الوعي وضبط النفس حقناً للدماء، وعدم الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه». 

التفاؤل الحكومي يتراجع 

من جهة أخرى، تحدثت مصادر مواكبة لعملية تشكيل الحكومة عن تراجع منسوب التفاؤل بإنجاز هذا الملف، حيث عادت الشروط والعقد لتتوالد تباعاً، رغم الليونة التي يظهرها أطراف التشكيل، ليكون «التشاؤل» سيد الموقف. وأشارت المصادر الى أن عودة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لاستخدام أسلوب الابتزاز الذي مارسه مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لا تبشر، وكذلك تمسك رئيس الجمهورية بحقيبتي الداخلية والعدل وتسمية الوزيرين المسيحيين، والتي هي بالحقيقة أصعب من التمسك بالثلث المعطل. ولفتت المصادر الى أزمة حكومية طويلة في حال مر اللقاء الرابع اليوم بين عون وميقاتي دون حصول مؤشرات إيجابية تتحدث عن تقدم ملموس في الملف الحكومي، لكن مصادر من تكتل «لبنان القوي» تشير الى محاولة الرئيس المكلف اعتماد نفس الأسلوب الذي كان يتبعه الحريري، وهو ما قد يطيل عملية التأليف، داعيةً ميقاتي الى «المرونة والخروج من عقدة رؤساء الحكومات السابقين لأن تشكيل الحكومة يتطلب التعاطي بأسلوب مغاير وبأفكار متقدمة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"