عادي

إرنست بلوخ.. فيلسوف الأمل

23:47 مساء
قراءة دقيقتين
10

حينما يحيل البؤس عالمنا إلى ظلام دامس، ويسيطر الظلم والقهر والعنف على المجتمع، يتعلق الجميع بالأمل في مستقبل أفضل، ويشرع الفلاسفة في شحذِ عقولهم لعلهم يجدون مخرجاً من المأزق الذي يعصف بهم، فيضعون بناء لنسقهم وقوانينهم التي تكفل للمجتمع العدل وتفرض المساواة، وتنشد الحب. فالأمل ابن المعاناة، ومن رحمِه تولد اليوتوبيا.

منذ أفلاطون وحتى اليوم لم يعدم الفلاسفة تصوراً ليوتوبياتٍ عديدة، كل منهم يتخيلها وفقاً لرؤيته، وتذهب عطيات أبو السعود في كتابها «الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ»، إلى أن بلوخ واحد من هؤلاء الفلاسفة الذين عانوا كثيراً في سبيل بناء يوتوبيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، فتعلق بحق الإنسان في الأمل، حيث نظر إلى عالم الإنسان «اليوتوبي» كوقود للثورة ضد الواقع، فوظف ماركسيته في بناء اليوتوبيا.

ولد بلوخ في ألمانيا عام 1885 وعندما وصل النازيون إلى السلطة كان عليه الهرب، أولاً إلى سويسرا ثم النمسا وفرنسا، وتشيكوسلوفاكيا، وأخيراً إلى الولايات المتحدة، وعاد إلى ألمانيا عام 1949 وحصل على كرسي الفلسفة في جامعة «لايبزيج»، وعندما بُني جدار برلين في 1961، غادر إلى «توبنجن» في ألمانيا الغربية، حيث حصل على الكرسي الفخري للفلسفة، وبقي هناك حتى مات في 1977.

كتاب بلوخ «مبدأ الأمل» كان قد كُتب خلال هجرته إلى الولايات المتحدة، حيث عاش في «نيو هامشاير» قبل أن يستقر في «ماساشوسيتس». يتكون الكتاب من ثلاثة مجلدات مطولة، وكان بلوخ في الأصل قد قرر نشره تحت عنوان «أحلام حياة أفضل». يحاول «مبدأ الأمل» تقديم حساب موسوعي شامل حول اتجاهات الجنس البشري والطبيعة بالنسبة للتقدم الاجتماعي والتكنولوجي المستقبلي.

ألهم الكتاب الحركات الاحتجاجية الطلابية في 1968.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"