أعرب عن اعتقاده بأن أردوغان سيغادر السلطة لو خسر الانتخابات

إنترفيو.. داوود أوغلو: عندما أصبحت رئيساً للحكومة حاولت إصلاح الديمقراطية التركية

أردوغان وداوود أوغلو.. من التحالف إلى العداء. أرشيفية

تحدّث رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو عن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال في مقابلة لمجلة «دير شبيغل» الألمانية إنه حاول الإصلاح داخل الحزب، ولكنه لم ينجح، مضيفاً أنه يعتقد أنه لو خسر أردوغان الانتخابات فسيغادر السلطة. وفي ما يلي مقاطع من المقابلة.

■ داوود أوغلو عملت وزيراً للخارجية، ومن ثم رئيساً للحكومة في ظل قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لماذا انقلبت عليه؟

■■ ليس هناك سبب وحيد، أو حادثة معينة، وإنما العديد منها. وعندما كنت مستشاراً للسياسة الخارجية، ومن ثم وزيراً للخارجية، كنت مسؤولاً عن الدبلوماسية، وكانت سلطاتي محدودة. ولكن عندما أصبحت رئيساً للحكومة، أدركت أن الدولة بحاجة إلى إصلاح أساسي في ما يتعلق بموضوع الديمقراطية، وحكم القانون، والشفافية. وبعد نجاحي في الانتخابات في نوفمبر 2015، قدمت حزمة من الإصلاحات التي تضمنت إجراءات، مثل تغيير المعايير المستخدمة لتقديم المقاولات الحكومية، إذ إنه يجب أن لا يتمكن أي مسؤول من جمع الأموال على حساب العامة.

■ هل شهدت بصورة شخصية على حوادث فساد حكومي؟

■■ نعم. عندما أصبح أردوغان رئيساً للحكومة عام 2003 كان يريد قمع الفساد في الدولة. ولكن في هذه الأيام يبدو الفساد مستشرياً أكثر من أي وقت مضى. وأردت محاربة المحسوبية، ولكن جهودي ذهبت أدراج الرياح. وبعد مغادرتي منصبي، أصبح زوج ابنة أردوغان أقوى رجل في الحكومة.

■ كنت مسؤولاً عن الحكومة عندما كان الجيش يشن حرباً ضد جزء من الشعب في المنطقة الكردية. هل تشعر بأنك مسؤول عن انحدار الديمقراطية التركية بصورة جزئية؟

■■ هذا التوصيف غير صحيح، فتلك الحرب لم تكن ضد الأكراد، وإنما كانت عملية ضد مجموعات حزب العمال الكردستاني الإرهابي، وتنظيم «داعش». ولو مازلت في منصبي لأمرت باستمرار تلك العملية.

■ بدأ أردوغان حكمه كمصلح ديمقراطي، لماذا تدهورت الأحوال؟

■■ كنا نسير على الطريق السليم. وفي عام 2010 أصدرنا حزمة من الإصلاحات، حازت قبولاً كبيراً حتى من أجزاء كبيرة من المعارضة. ولكن نقطة التحول حدثت عندما أصبح رجل الدين فتح الله غولن يمتلك الكثير من السلطات بصورة صفيقة، ما جعل أردوغان يصبح أكثر دكتاتورية. وكرئيس حكومة حاولت إصلاح الدولة، ولكن عجزت عن ذلك.

■ يقول منتقدوك إنك كنت دمية بيد أردوغان.

■■ أي شخص يقول إني كنت دمية لا يفهم السياسة التركية. لقد وقع 47 عضواً من أصل 50 هم أعضاء اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية على عريضة تنتقدني، وبتحريض من أردوغان نفسه. وبعد ذلك اعتذروا سراً لي.

■ لماذا غادرت «حزب العدالة والتنمية» في عام 2019 وليس قبل ذلك؟

■■ حاولت الإصلاح من داخل الحزب، وكان هدفي عدم الإطاحة بأردوغان. وكنت أريده أن يحقق النجاح طالما أن سلوكه منسجم مع الديمقراطية. وعندما أدخل النظام الرئاسي عام 2017 قلت لنفسي «أعطه فرصة، فربما يتحسن»، ولكن آمالي ذهبت أدراج الرياح.

■ في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016 دخل الآلاف من المعارضة إلى السجن على الرغم من أن العديد منهم كانوا أبرياء.

■■ عليك أن تضع في اعتبارك المزاج الذي كانت فيه تركيا في أعقاب الانقلاب. لقد كان هجوماً على نظامنا الديمقراطي. في تلك المرحلة فعلت كل ما بوسعي لحماية النظام الديمقراطي، على الرغم من أني كنت خارج السلطة.

■ هل كنت تخاف دخول السجن؟

■■ بالطبع لا. فأنا لدي خلافاتي مع أردوغان، ولكن في حالة حدوث الانقلاب، فمن البديهي أن أقف مع الرئيس المنتخب شرعياً.

■ هل تعتقد أن أردوغان سيقبل خسارة الانتخابات، لو حدث ذلك؟

■■ نعم، باعتباري كنت رئيس حكومة لتركيا فأنا أضمن أنه سيكون هناك انتخابات نزيهة وحرة.

■ هل الإسلام له أهمية كبيرة في حزبك؟

■■ شخصياً أنا مسلم ملتزم وأحترم جميع الأديان. والتعدد الديني أحد مبادئ الحزب. ويأتي مؤسسو الحزب من خلفيات مختلفة، فهناك يونانيون، وأرمن، وآشوريون، ومسيحيون، ومسلمون سنة وعلويون.

• كان هدفي عدم الإطاحة بأردوغان، وكنت أريد نجاحه طالما أن سلوكه منسجم مع الديمقراطية.

تويتر