لبنان.. مشهد مثقل بـ«عقدة» التكليف وترقّب «سحْب الاثنين»

French ambassador to Lebanon Anne Grillo speaks to crew members as a boat unloads humanitarian aid offered by the French government to the Lebanese customs at Beirut port on July 23, 2021. - The ship also carries 136 tons if humanitarian aid to Lebanon. Lebanon's meltdown, which started with a financial crisis caused by state corruption and mismanagement, is fast spreading to every aspect of daily life. (Photo by ANWAR AMRO / AFP)

ت + ت - الحجم الطبيعي

يترقّب الداخل اللبناني «السقف الزمني» الذي وضعه الرئيس ميشال عون للمشاورات السياسيّة الجارية للتوافق على اسم شخصيّة يتمّ تكليفها تشكيل الحكومة العتيدة، فيما الدعوة إلى الاستشارات النيابيّة المُلزِمة، بعد غدٍ الاثنين، لم تخرج بعد عن دائرة المراوحة والتخبّط الطاغية على أداء قوى الأكثريّة، إلى درجة لم تتردّد معها مصادر معنيّة في وصف يوم الاستشارات المرتقب بأنه أشبه بـ«التومبولا»، وما يجري راهناً لا يعدو كونه محاولة «خلْط أوراق في صندوق الترشيحات».

وعلى خطّ البحث عن تكليف بديل من سعد الحريري، وفي انتظار «سحْب الإثنين»، لم يتصاعد بعد الدخان الأبيض من مدخنة المشاورات السياسيّة المكثفة في الكواليس، وشبه الغائبة في العلن، فيما لا تزال دعوة عون إلى الاستشارات، تثير التساؤلات، ليس لجهة تحديد الموعد، وهو في صلب مهمّات رئيس الجمهورية وصلاحياته، ولكنْ لجهة الواقع الضبابي غير المهيّأ الذي نجم عن اعتذار الحريري، والذي خلق إرباكاً كبيراً لدى القوى السياسيّة على اختلافها، على ضفّتَي المواجهة.

وهنا، تجدر الإشارة إلى أنّ التقدّم بـ«البوانتاج» يميل إلى رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، بعد ورود معلومات عن عدم معارضة الحريري لتسميته، وكذلك رؤساء الحكومات السابقين. وبالتالي، ولحين العثور على «المجسّم الحكومي» المتحوّر، فإنّ البازار يبدأ مع الرئيس ميقاتي، المتقدّم بالترجيحات والممتلئ نعمة الشروط.

«إثنين الاستشارات» ووسط المشهد الداخلي المثقل بالضياع، حدّد عون موعد الاستشارات النيابيّة المُلزمة بعد غدٍ ، لاختيار خلف للحريري في تشكيل الحكومة، ولكنْ من دون أن يلوح في أفق هذه الاستشارات اسم الشخصيّة التي سيرسو عليها الاختيار.

وبمعنى أدقّ، فإنّ المستويات السياسيّة، على اختلافها، وكذلك الكتل النيابيّة التي ستسمّي الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، لا تملك أيّ معطى، ليس فقط حول الشخص الذي سيرسو عليه التكليف، بل حول أسماء المرشّحين المفترضين.

ذلك أنّ الجميع في انتظار الجميع، والجميع في انتظار موقف الحريري ليبنوا على الشيء مقتضاه. فإذا وافق الحريري على الدخول في مسألة التسمية، فإنّ الاختيار سيقع على الأرجح على شخصيّة تنتمي إلى نادي رؤساء الحكومة السابقين أو على نواف سلام. أمّا إذا رفض الحريري أن يسمّي، فإنّ الاتجاه حينها سيكون نحو تسمية شخصيّة مقرّبة من «قوى 8 آذار».

  وإذا كان من الواضح أنّ رئيس الجمهورية، ومعه فريقه السياسي، مستعجل لتكليف شخصيّة تطوي آثار مرحلة تكليف الحريري، إلّا أنّ الثابت لدى سائر المستويات السياسيّة هو أنّ استحقاق التكليف هذه المرّة استثنائي، شكلاً ومضموناً، ما يوجب مقاربته بواقعيّة وموضوعيّة، وبعيداً عن أيّة خلفيّة استفزازية لأيّ مكوّن في البلد، سياسيّاً كان أو طائفيّاً، وذلك حتى لا يكون هذا الاستحقاق منطلقاً لشرارة تشعل فتيل مشكل داخلي يزيد الأمور تعقيداً وتوتراً. 

إشكاليّة.. ومعادلة

ومن بوّابة إشكاليّة، مفادها أن لا أحد يقبل خوْض مغامرة التكليف، إذا لم يكن مغطّى داخليّاً من قبل فريق الحريري ومن نادي رؤساء الحكومة السابقين، وإذا لم يكن مغطّى عربياً من الدول الإقليميّة المؤثرة في الوضع اللبناني، فإنّ المعادلة المرتبطة بـ«إثنين الاستشارات» باتت على الشكل التالي: إذا برزت شخصيّة تلقى الدعم المطلوب، تُجرى الاستشارات في موعدها، وتتمّ عملية التكليف.

أمّا إذا لم تبرز الشخصيّة المطلوبة، فيكون رئيس الجمهورية أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا تأجيل استشارات التكليف لأنّ الطبخة لم تنضج بعد، أو يصرّ على إجرائها ليضع الجميع أمام احتمال وحيد، أي اختيار «رئيس أمر واقع».  

شحنة استثنائية

  إلى ذلك، وصلت شحنة استثنائية جديدة من المساعدات الفرنسية الإنسانية إلى مرفأ بيروت، حيث كان في استقبالها السفيرة الفرنسية آن غريو. وتشمل المساعدات ثلاثة ملايين كمامة، و36 آلة تنفّس، بالإضافة إلى معدّات طبيّة وأدوية، ستوزّع على المستشفيات والمؤسّسات والجمعيّات اللبنانيّة، تحت إشراف سفارة فرنسا في لبنان.

Email