هل يُعقل؟

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يُعقل أنه بعد مرور هذا الوقت على انتشار الجائحة، أن نجد أشخاصاً لا زال الاستهتار واللامبالاة يسيطران على سلوكياتهم وممارساتهم المخالفة للإجراءات الاحترازية والوقائية التي توفر بالدرجة الأولى الحماية لهم ولأفراد أسرهم ومجتمعهم ووطنهم.
للأسف توجد فئة لا زالت تستهتر بصحة وسلامة الآخرين على الرغم من الشفافية العالية التي اعتمدتها الجهات الرسمية في الكشف عن أعداد المصابين، والوفيات، وجميع تطورات فيروس كورونا وتحوّراته، وعلى الرغم أيضاً من الرسائل الإعلامية التوعوية الموجهة بشكل مستمر لجميع أفراد المجتمع باختلاف شرائحه وفئاته.
«انعدام المسؤولية والإنسانية» صفتان يمكن إطلاقهما على أمثال هؤلاء الذين يعلمون أنهم مخالطون لأشخاص أثبتت الفحوص الطبية إصابتهم بفيروس كورونا، ومع ذلك لم يلتزموا بالبقاء في منازلهم، إلى حين التأكد من عدم انتقال العدوى لهم، واستغلال الفترة القليلة التي تسبق تثبيت الساعة في معاصمهم، في التجول وقضاء حاجياتهم، متجاهلين مدى خطورة الفعل الذي قد يتسبب بانتقال العدوى لعدد كبير من الأفراد.
ومن الأمور المؤسفة أن الأمر لم يقف عند حد الخروج من المنزل؛ بل إن البعض يطلب خدمات منزلية، منها تجميلية يستفيد منها عدد من أفراد أسرة المصاب، وبقيتهم يعتبرون مخالطين، دون الأخذ في الاعتبار حجم الخطورة الناجمة عن الفعل، خاصة أن احتمال وجود الفيروس لدى بعض المخالطين يعتبر كبيراً، والمخاطر التي قد تنجم عن انتقاله إلى الفرد الذي يقدم الخدمة لعدد من أفراد المجتمع.
على الرغم من أن هذه الفئة تعتبر قلة قليلة، فإن الخطر ينجم عن طبيعة الفيروس المتحوّر والمتجدد والذي يوصف بأنه سريع الانتشار، وهو ما يجعل ممارسات هذه الفئة تشكل خطورة على صحة وسلامة المجتمع.
العديد من المشاهد التي تصور الاستهتار الذي يسيطر على سلوكيات بعض الأفراد الذين لا يمكن أن يجدوا مبرراً مقبولاً لممارستها، في ظل وجود وباء سريع الانتشار فتَك ببعض أفراد المجتمع، منهم أمهات وآباء وأزواج وشباب وغيرهم، فضلاً عن الجهود الكبيرة والواسعة التي تبذلها الجهات المعنية والتي يبددها «المستهترون وغير المسؤولين» بسلوكياتهم.
إن الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية بالتصدي للجائحة والحد من انتشارها، والمبالغ المالية التي تكبّدتها الدولة لحماية أفراد المجتمع من الإصابة وتوفير العلاج، ومواقع الحجر الصحي، وغيرها من الخدمات المقدمة للمصابين والمخالطين، إضافة إلى جهود خط الدفاع الأول الذين قدموا تضحيات كبيرة، لا يمكن نسيانها جميعها؛ بل تجعلنا نقف في دائرة المسؤولية الوطنية والإنسانية والاجتماعية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"