عادي

اضطرابات في تشاد بعد مقتل ديبي والجيش يواجه تحديات

23:50 مساء
قراءة 3 دقائق

نجامينا - (رويترز)

تولى ابن زعيم تشاد الراحل إدريس ديبي السلطة رئيساً وقائداً للقوات المسلحة اليوم الأربعاء، في حين هددت قوات المتمردين بالزحف صوب العاصمة، ما عمق الاضطرابات في دولة تقوم بدور محوري في الجهود الدولية لمكافحة المتطرفين الإرهابيين في إفريقيا.

كما نددت المعارضة أيضاً باستيلاء الجيش على السلطة ووصفت الخطوة بأنها انقلاب ورفضت خطة انتقالية وضعها الجيش للبلاد. كما دعت نقابات عمالية لتنظيم إضراب عن العمل.

وقتل ديبي (68 عاماً) يوم الاثنين على جبهة القتال مع متمردين من جبهة التغيير والوفاق، وهي جبهة مؤلفة من منشقين عن الجيش. وأحدث موت ديبي صدمة في تشاد وأثار مخاوف بين حلفائها الغربيين، خاصة فرنسا والولايات المتحدة، الذين كانوا يعتبرونه حليفاً في معركتهم ضد الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيمي «داعش» و«بوكو حرام» الإرهابيين.

وتولى ديبي السلطة عام 1990 وأُعلن فوزه قبل أيام في انتخابات رئاسية، ما منحه فترة رئاسية سادسة. وعين مجلس عسكري انتقالي، ابنه محمد إدريس ديبي رئيساً مؤقتاً للبلاد. وسعى الجنرال ديبي (37 عاماً) لتعزيز موقفه اليوم الأربعاء وأصدر المجلس العسكري تعديلاً جديداً على دستور البلاد يمنحه سلطات الرئيس ويعينه قائداً للقوات المسلحة.

وفي أول تصريحات يدلي بها علناً منذ تولي السلطة، قال الجنرال ديبي إن الجيش يريد إعادة السلطة لحكومة مدنية، وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية خلال 18 شهراً.

وأضاف في خطاب لممثلي الأحزاب السياسية نشر على الموقع الإلكتروني للرئاسة: «المجلس العسكري لا يطمح لحكم البلاد منفرداً». وتابع قائلاً: «المجلس العسكري الانتقالي سيعمل من أجل ترسيخ الديمقراطية وضمان السلام والاستقرار والحفاظ على الأمن ووحدة أراضي البلاد». كما أعلن الجيش إعادة فتح حدود البلاد التي أغلقت عقب مقتل إدريس ديبي.

لكن جبهة التغيير والوفاق رفضت خطط المجلس العسكري الانتقالي وقالت إنها ستمضي قدماً في هجومها على العاصمة. وقالت الجبهة في بيان: «تشاد ليست ملكية لا يمكن أن يكون في بلادنا سلالة حاكمة» مشيرة إلى رفضها انتقال السلطة من الأب للابن.

عبر الحدود

قال متحدث باسم الجبهة، إن قواتهم الآن في منطقة كانم على بعد ما بين 200 و300 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة نجامينا، وإن هدفهم هو إحلال الديمقراطية في تشاد بعد سنوات من الحكم الديكتاتوري على يد ديبي. وكانت قوات المتمردين قد تدفقت عبر الحدود الشمالية الشاسعة للبلاد مطلع الأسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم الجبهة المتمردة: «لا نريد الاستيلاء على السلطة للاحتفاظ بها. هدفنا هو أن يصبح الانتقال الديمقراطي للسلطة حقيقة» مضيفاً أن الجبهة تستعد للزحف على نجامينا «لتحرير الشعب من نظام غير ديمقراطي».

وأعلنت الجبهة يوم الاثنين مسؤوليتها عن إصابة إدريس ديبي والتي لقي حتفه على إثرها. وكان ديبي، وهو ضابط سابق في الجيش اعتاد الانضمام للجنود في ساحات القتال بالزي العسكري، يتفقد القوات التي صدت تقدماً للمتمردين في معارك شرسة مطلع الأسبوع، عندما أصيب ثم توفي متأثراً فيما بعد بإصابته.

وأشار المتحدث باسم الجبهة إلى أن ديبي أصيب بطلقات نارية في قرية ميلي قرب مدينة نوكو التي تبعد أكثر من 300 كيلومتر شمالي نجامينا التي نقل إليها، حيث توفي بعد ذلك. ولم تعلق الرئاسة على الملابسات الدقيقة لمقتل ديبي. ودعا سياسيون معارضون، قاطع الكثير منهم الانتخابات، أيضاً إلى العودة للحكم المدني في البلاد.

وقال زعماء أحزاب في بيان مشترك بعد اجتماع اليوم الأربعاء، إنهم يدينون «الانقلاب المؤسسي المفاجئ الذي قام به الجنرالات». وقال دينامو درام من الحزب الاشتراكي لرويترز: «لا نرى أنفسنا جزءاً من هذا الانتقال العسكري. موقفنا هو العودة للنظام الدستوري». ورفضت رابطة نقابات تشاد، الاتحاد العمالي الرئيسي في البلاد، استيلاء الجيش على السلطة ودعت لتنظيم إضراب عن العمل.

الصديقة فرنسا

كسب ديبي العديد من الصداقات في الخارج بإرساله قوات جيشه الجيدة التدريب لقتال الجماعات الإرهابية في حوض بحيرة تشاد ولدى فرنسا، حليفته الرئيسية، قوات قوامها 5100 جندي منتشرين في المنطقة في إطار جهود دولية لقتال الإرهابيين. والقاعدة الرئيسية لهذه القوات في نجامينا. وللولايات المتحدة أيضاً جنود هناك.

وقالت باريس إنها خسرت بمقتل ديبي صديقاً شجاعاً وحليفاً مهماً. وأعلنت الحكومة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيحضر الجنازة. وقال وزير خارجية نيجيريا إن بلاده مستعدة للمساعدة على تسهيل الحوار، لكنه أشار إلى أن الهدف العاجل هو استقرار تشاد والمنطقة، قبل العودة سريعاً للحكم الديمقراطي وهو الهدف النهائي.

وأفاد شاهد بأن المدارس وبعض الأعمال فتحت أبوابها في نجامينا اليوم، لكن كثيرين اختاروا البقاء في منازلهم وساد الهدوء الشوارع. وفرضت السلطات حظر تجول ليلاً وأغلقت الحدود البرية والجوية بعد إعلان وفاة ديبي. وأُعلنت حالة حداد في البلاد لمدة 14 يوماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"