عادي

أنصار حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في تركيا يتحدون محاولة لحظره

23:09 مساء
قراءة 3 دقائق
أنصار الحزب يحتجون في إسطنبول

إسطنبول - رويترز

عبر أكراد في تركيا عن غضبهم السبت من محاولة قضائية لحظر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، مما حوّل احتفالاتهم بعيد النوروز في أنحاء البلاد إلى استعراض للتحدي.

وفي خطوة تمثل ذروة حملة قمع مستمرة منذ سنوات، رفع أحد ممثلي الادعاء الأسبوع الماضي دعوى لإغلاق الحزب بسبب «صلات» مزعومة بالمقاتلين الأكراد، وينفي حزب الشعوب الديمقراطي، ثالث أكبر حزب في البرلمان، مثل هذه العلاقات، ووصف هذه الخطوة بأنها «انقلاب سياسي».

وقال عباس مندي (45 عاماً): «بينما يحتفل بعيد النوروز «العيد القومي للأكراد» في إسطنبول؛ حيث تجمع الآلاف في مسيرة وسط إجراءات أمنية مشددة، إنهم يعرفون أن إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي لن يكون حلاً. يمكنك إغلاق حزب، لكن لا يمكنك إغلاق عقول الناس».

ولوح الحشد بأعلام حزب الشعوب الديمقراطي والأحزاب اليسارية الأخرى، وعزفوا موسيقى كردية ورقصوا بعد الاستماع إلى خطابات مسؤولي الحزب، وحصل الحزب على تأييد 11.7 في المئة، أو ما يقرب من ستة ملايين صوت في الانتخابات العامة في عام 2018.

وقال مندي، وهو من مدينة شرناخ في جنوب شرقي تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية ساحقة: «لقد أغلقوا سبعة أو ثمانية أحزاب مماثلة من قبل، وعادت أقوى»، واصفاً النوروز بأنه «عيد سلام ومقاومة ونهوض».

إيقاد شعلة النوروز

ويهتم الأكراد منذ زمن بعيد بالاحتفال بعيد النوروز، رأس السنة وفق التقويم الكردي، ويشكلون أكثر من 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 84 مليون نسمة، ويعيشون بشكل أساسي في جنوب شرقي البلاد، كما يعيش عدد كبير منهم في إسطنبول.

من جهته قال رضوان أقطاش (30 عاماً) إنه يعتقد بأنه لا توجد مجموعة عرقية في العالم عانت القمع مثل الأكراد، واتهم حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان باستهداف أي شخص يعارضها، فيما تقول الحكومة إنها «تعامل جميع المواطنين على قدم المساواة».

وأضاف أقطاش، الذي يعمل في صيد الأسماك: «إذا كنت قريباً منهم فأنت (مواطن) صالح، لكن إذا كنت بعيداً عنهم فأنت إرهابي وخائن. حزب الشعوب الديمقراطي هو شرفنا وسبيلنا، ولا يمكنهم إغلاقه».

تاريخ مع قمع الأحزاب

ولدى تركيا تاريخ طويل في قمع وإغلاق الأحزاب السياسية التي تعتبرها تهديداً، خصوصاً الكردية منها؛ حيث حظرت في الماضي مجموعة من الأحزاب الكردية.

وتتهم حكومة أردوغان، ممثل الادعاء الذي رفع الدعوى، حزب الشعوب الديمقراطي، بإقامة علاقات وثيقة مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، فيما نفى الحزب مراراً وجود مثل هذه الروابط.

وبدأ حزب العمال الكردستاني، تمرداً ضد أنقرة عام 1984، مما تسبب بمواجهات أودت بحياة ما يزيد على 40 ألف شخص من الطرفين، ويقول بعض الأكراد إن الوضع الحالي يذكرهم بذروة الصراع في التسعينات.

وقالت سمسيان أصلانهان (43 عاماً): «نشهد الآن وضعاً مماثلاً لما حدث في التسعينات؛ بل يزداد سوءاً. إنهم يبعدون نوابنا عن البرلمان. يعتقدون بأن لهم الحق، لكننا نسعى إلى الحصول على حقوقنا».

واستهلت الدعوى، التي رفعها ممثل الادعاء لإغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، أسبوعاً حافلاً بالأحداث في تركيا، وسحب أردوغان، في ساعة مبكرة من صباح السبت، البلاد من اتفاقية دولية تهدف إلى حماية المرأة، كما أقال محافظ البنك المركزي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"