بايدن يقول إن الأميركيين «لن يسمحوا» بعدم احترام النتائج

ترامب يدعو أنصاره إلى «قلب» نتيجة الانتخابات الرئاسية

بايدن خلال كلمة ألقاها في مدينته ويلمينغتون بمناسبة عيد الشكر. ■ أ.ب

طالب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أنصاره، أول من أمس، بالعمل على قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، مدعياً بأنه قد جرى «تزويرها» لضمان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، فيما حذر الأخير من أنّ الأميركيين «لن يسمحوا» بعدم احترام نتيجة الانتخابات.

وتفصيلاً، خاطب ترامب أنصاره الجمهوريين في بنسلفانيا في كلمة عبر الهاتف قائلاً: «علينا أن نقلب نتيجة الانتخابات».

وأضاف «هذه الانتخابات تم تزويرها»، مكرراً بعض نظريات المؤامرة حول فوز بايدن التي سقطت في معظم المحاكم الأميركية.

وقال «إنّها انتخابات فزنا بها بسهولة، على نطاق واسع». وتابع «إنّها لحظة مهمة في تاريخ بلدنا. وأنتم تقدمون خدمة بالغة الأهمية لبلدنا».

في المقابل، حذر جو بايدن، أول من أمس، بأنّ الأميركيين «لن يسمحوا» بعدم احترام نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في 3 نوفمبر.

وقال في كلمة ألقاها في مدينته ويلمينغتون لمناسبة عيد الشكر: «أعتقد أنّ هذا الموسم البائس من الانقسام والشيطنة سيفسح المجال أمام سنة مشرقة».

وأضاف «في الولايات المتحدة لدينا انتخابات حرّة ونزيهة، وبعد ذلك نحن نحترم النتائج»، لافتاً إلى أنّ «مواطني هذه الأمة وقوانين البلد لن يسمحوا بشيء آخر».

وكان ترامب أعلن، أول من أمس، أنه أصدر عفواً عن مستشاره السابق للأمن القومي، مايكل فلين، الذي كان أول المقربين منه يدينهم التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات السابقة، في مبادرة وصفها الديمقراطيون بأنها «استغلال للسلطة».

وكان الجنرال السابق، البالغ من العمر 61 عاماً، اعترف في 2017 بأنه كذب على الشرطة الفيدرالية بشأن اتصالاته مع دبلوماسي روسي. ولم يتم النطق بالحكم عليه بسبب العديد من التقلبات في هذه القضية المسيسة جداً.

وقرر الرئيس الأميركي في نهاية الأمر وضع حد نهائي لها، مستخدماً حقه في العفو قبل مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير.

وكتب في تغريدة على «تويتر»: «إنه لشرف عظيم لي أن أعلن أن الجنرال مايكل فلين حصل على عفو كامل»، بينما كانت وسائل الإعلام تطلق تكهنات في هذا الشأن منذ أيام.

وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الديمقراطي المنتخب آدم شيف، مستنكراً، إن «دونالد ترامب استغل سلطته دائماً لمكافأة أصدقائه أو حماية الذين غطوه». وأضاف «بلا مفاجأة، ترامب يرحل كما جاء: رجل فاسد حتى النخاع».

وعلى العكس، بررت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني، قرار الرئيس، بأنه «يضع حداً لملاحقات سياسية لا هوادة فيها ضد رجل بريء». ووصفت فلين بأنه «ضحية» محاولة «منسقة لقلب انتخابات 2016».

ودونالد ترامب، الذي يرفض حتى الآن الاعتراف بفوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من نوفمبر، اتهم الديمقراطيين باستمرار بتدبير التحقيق في شكوك بتفاهم بين موسكو وفريق حملته، لأنهم «لم يتقبلوا» هزيمتهم في 2016، على حد قوله.

وسمّم التحقيق الواسع أول سنتين من ولاية ترامب، قبل أن ينتهي بنقص أدلة على تواطؤ. لكن المحققين وجّهوا إلى ستة من مساعدي ترامب تهماً مختلفة.

وبين هؤلاء الجنرال فلين الذي شارك في حملة الجمهوريين الناجحة، ثم أجرى محادثات سرية مع السفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسلياك، في ديسمبر 2016.

وبعد أن أصبح مستشاراً للأمن القومي، قامت الشرطة الفيدرالية باستجوابه في 24 ‏‏يناير 2017، لكنه أخفى هذه الاتصالات. واضطر للاستقالة بسرعة، لأنه كذب أيضاً على نائب الرئيس مايك بنس.

وفي 2017، وافق مايكل فلين على الإقرار بالحنث باليمين، والتعاون مع التحقيق.

وبعد أن واجه احتمال حكم بالسجن ستة أشهر، قام بتغيير المحامين واستراتيجية الدفاع في 2019. ومنذ ذلك الحين طلب إلغاء الإجراءات، مؤكداً أنه ضحية تلاعب.

وفي مايو قررت وزارة العدل بقيادة بيل بار، أحد أشرس المدافعين عن ترامب، إسقاط التهم الموجهة إليه، وهي خطوة نادرة عندما يعترف المتهم بذنبه.

وكان يمكن لإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن إعادة فتح الملف، لكن العفو الرئاسي يغلقه نهائياً.

وقال الديمقراطي المنتخب جيري نادلر، الذي يرأس اللجنة القضائية في مجلس النواب، إن «هذا العفو ليس مبرراً، ويتعارض مع المبادئ، ويترك وصمة أخرى» على سجل دونالد ترامب.

وأضاف أن ترامب وعد بهذا العفو لتشجيع مايكل فلين على عدم التعاون مع المحققين الفيدراليين، لأنه كان من الممكن أن «يكشف أفعاله السيئة»، مديناً «استغلالاً للسلطة يضعف سيادة القانون».

وعلى العكس، هنأ نظيره في مجلس الشيوخ، الجمهوري ليندسي غراهام، ترامب على «استخدامه الجيد جداً لسلطته لإصدار العفو».

وكتب على «تويتر»: «لم يكن الجنرال فلين عميلاً روسياً، بل ضحية تحقيق سياسي».

مبعوث أميركا لإيران يعلن فرض مزيد من العقوبات

قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، إليوت أبرامز، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تخطط لتشديد العقوبات على طهران خلال أسابيعها الأخيرة في السلطة، وحث الرئيس المنتخب جو بايدن على استخدام العقوبات للضغط من أجل اتفاق يقلل من التهديدات الإقليمية والنووية التي تشكلها الجمهورية الإسلامية.

وحذّر أبرامز، الذي أشاد بمستشار بايدن للأمن القومي والمرشح لمنصب وزير الخارجية، ووصفهما بأنهما «شخصان رائعان»، أول من أمس، من تكرار ما اعتبره أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما في التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015. وانسحب ترامب من ذلك الاتفاق من جانب واحد قبل عامين.

وقال أبرامز، في فعالية افتراضية لمعهد بيروت، إن إدارة ترامب تخطط لمزيد من الضغط على طهران، بفرض عقوبات تتعلق بالأسلحة وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان.

وأضاف «سيكون لدينا الأسبوع المقبل والأسبوع الذي يليه والأسبوع الذي يليه، طوال شهري ديسمبر ويناير، ستكون هناك عقوبات تتعلق بالأسلحة وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان. وسيستمر ذلك لشهرين آخرين حتى النهاية».

وقالت السفيرة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا، إن الولايات المتحدة قد تفرض مزيداً من العقوبات على شخصيات لبنانية بسبب الفساد ومساعدة جماعة حزب الله المدعومة من إيران، بعد أن أدرجت واشنطن في الأشهر الأخيرة ثلاثة وزراء سابقين في الحكومة اللبنانية، من بينهم صهر الرئيس، على قائمة سوداء.

وأضافت شيا خلال الفعالية «هناك ملفات قيد الإعداد لدى سلطات لها علاقة بمكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد».

وذكر أبرامز أنه يتوقع إجراء مفاوضات مع إيران العام المقبل، وأنه يعتقد أنه سيتم إبرام اتفاق في ظل إدارة بايدن.

وقال إنه سيكون من الخطأ افتراض أن الإدارة الجديدة يمكن أن تغير سياسة إيران بين عشية وضحاها، وان المفاوضات ستستغرق أشهراً عدة. واشنطن ■رويترز


خاطب ترامب أنصاره الجمهوريين ببنسلفانيا في كلمة عبر الهاتف.

ترامب يُصدر عفواً عن مستشاره السابق مايكل فلين، والديمقراطيون يتهمونه بـ«استغلال السلطة».

تويتر