عادي

أول حالة إصابة لدى ديناصور تكشف وجود السرطان قبل ملايين السنين

16:57 مساء
قراءة دقيقتين


اكتشف باحثون كنديون أول حالة إصابة بالسرطان لدى ديناصور، وفق ما كشفت دراسة نشرتها مجلة «لانسيت أونكولوجي» العلمية في عددها لشهر أغسطس/آب الجاري.
وكان علماء حفريات عثروا عام 1989 في مقاطعة ألبرتا الكندية، على عظمة من ساق ديناصور من فصيلة «سنتروصور»، وهي ديناصورات ذات قرون، واعتقد الخبراء في البداية أن العظمة التي بدا شكلها مشوهاً، تعرّضت لكسر تماثل للشفاء، لكنّ تحاليل أجريت أخيراً بواسطة المجهر وتقنيات متطورة بينها الأشعة المقطعية عالية الدقة، أظهرت أن كتلة بحجم تفاحة على العظمة تعود في الواقع إلى ورم سرطاني.
من جانبه، قال أحد معدي الدراسة، يدعى مارك كراوذر، إن حياة الديناصورات لم تكن سهلة، والكثير منها كان يصاب بكسور تُشفى لاحقاً، أو بالتهابات في العظم، مضيفاً في تصريحات لفرانس برس: من الصعب إيجاد أدلّة على السرطان على عظام قديمة إلى هذا الحدّ، شارحاً أن معظم الأورام تنمو على الأنسجة الرخوة التي لا تتيح عملية التحجّر حفظها جيداً.

لكنّ مفاجأة ظهرت عند التحليل الدقيق لعظمة هذا الحيوان الآكل للأعشاب الذي عاش 76 أو 77 مليون سنة، إذ بدت هذه الكتلة تحت المجهر «شديدة الشبه بالساركوما العظمية لدى الإنسان»، وهي ورم خبيث في العظم، على ما قال كراوذر، وتابع الباحث الذي يدير كلية الطب بجامعة ماكماستر في أونتاريو: من المذهل أن نكتشف أن هذا النوع من السرطان كان موجوداً قبل عشرات ملايين الأعوام، وأنه لا يزال موجوداً.
وتوقع معدّو الدراسة أن يكون الورم تسبّب بانبثاث الخلايا السرطانية، مما جعل هذا الديناصور يعرج، لكنّ الباحثين يعتقدون أن سبب نفوق الـ«سنتروصور» لم يكن السرطان، بل على الأرجح كارثة مفاجئة، قد تكون فيضاناً، قضت على كامل قطيع كان من ضمنه، بدليل أن عظمة رجله وجدت ضمن مئات العظام العائدة إلى الديناصورات الأخرى.
وختم الباحث قائلاً: هذا الاكتشاف يبيّن لنا أن السرطان جزء من الحياة، فهذا حيوان لم يكن طبعاً يدخّن، وهذا يثبت أن السرطان ليس اختراعاً حديثاً، وأنه ليس مرتبطاً حصراً ببيئتنا الحالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"