يستوعب أكثر من 500 متطوّع يومياً

تخصيص «القرائن الصحي» لدعم التجارب السريرية للقاح «كوفيد-19»

صورة

أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن تخصيص مركز القرائن الصحي، في إمارة الشارقة، كأول مركز خارج مدينة أبوظبي لتسجيل وفحص واختبار المتطوعين الراغبين بالمشاركة في أول تجربة سريرية للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط لفيروس كورونا المستجد، والذي تم تطويره عبر شركة «سينوفارم سي إن بي جي»، ويأتي ذلك بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، وشركة «جي 42 للرعاية الصحية».

وجاء افتتاح المركز الجديد، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من 500 متطوع يومياً، في إطار جهود دولة الإمارات لاستيعاب الزخم المستمر الذي تشهده التجارب من قبل المتطوعين منذ انطلاقة برنامج «لأجل الإنسانية» في 16 يوليو 2020، حيث سيلعب المركز دوراً كبيراً في تسهيل إجراءات تسجيل المتطوعين وإجراء الفحوص اللازمة.

وقال وزير الصحة ووقاية المجتمع، عبدالرحمن بن محمد العويس، إن القطاع الصحي في الإمارات يتبنى استراتيجية مرنة ومتعددة المسارات في التعامل مع جائحة «كورونا»، تعتمد على قيام الجهات المختصة بإجراء أكبر عدد ممكن من الفحوص الطبية، وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين، وفي الوقت ذاته تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين للعمل على تطوير لقاح آمن ضد المرض، لذلك فإن توسيع النطاق الجغرافي لبرنامج «لأجل الإنسانية» ليشمل كل إمارات الدولة، جاء ليعزز نتائج التجارب السريرية الهادفة إلى التأكد من سلامة اللقاح وفاعليته على شريحة أكبر من الأفراد.

وأضاف: «نحن متفائلون بتحقيق نتائج متقدمة تدعم الجهود العالمية لإنتاج اللقاح، والذي يعد إسهاماً متميزاً من دولة الإمارات، ليضاف إلى سجل إنجازات الدولة في مجال الأبحاث السريرية بفضل البنية التحتية المتطورة، وكفاءة المنظومة الصحية وقدرتها على إجراء البحوث الطبية، وفق أرقى المعايير العالمية».

بدوره، أكد وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الدكتور محمد سليم العلماء، حرص الوزارة على تسخير الموارد والإمكانات اللازمة، لضمان الجاهزية التامة لمركز القرائن الصحي، لتسهيل نجاح المرحلة الثالثة من الاختبارات، لافتاً إلى أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لرغبة آلاف المتطوعين من معظم الجنسيات للمشاركة في التجارب السريرية، ما يعكس الثقة بالنظام الصحي الإماراتي، وقدرته على إجراء تجارب لاختبار اللقاح الواعد بالشراكة مع جهات محلية ودولية، مشيراً إلى أن المركز الجديد يمتلك المساحة المناسبة والمرافق المثالية التي تساعد على تسجيل وإجراء الفحص الطبي للمتطوعين، وفق أفضل المعايير العلمية المتبعة، إلى جانب سهولة الوصول إليه من مختلف قاطني إمارتي دبي والشارقة، والإمارات الشمالية.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «جي 42 للرعاية الصحية»، أشيش كوشي: «شهدت الدعوة للتطوع والمشاركة في حملة (لأجل الإنسانية) استجابة واسعة من مختلف شرائح المجتمع المستهدفة، فمنذ انطلاق التجارب السريرية في دولة الإمارات، شهدنا دعماً كبيراً من مختلف الجهات الصحية الرسمية، وعلى رأسها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فضلاً عن تجاوب المتطوعين من المواطنين والمقيمين من جميع أنحاء الإمارات في أداء دورهم الوطني، والإسهام في ضمان نجاح هذه التجارب».

إعفاء من فحوص خارج نطاق برنامج التجارب

أقرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتنسيق مع دائرة الصحة في أبوظبي، إعفاء المتطوعين في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح «كوفيد-19» غير النشط من أي فحوص أخرى للفيروس، خارج نطاق برنامج التجارب. كما تقرر استخدام تطبيق الحصن للتعريف بالمتطوعين للاستفادة من الإعفاء، حيث يتعين عليهم تثبيت البرنامج على هواتفهم الذكية. وسيحصل المتطوعون في المرحلة الثالثة من التجارب التي بدأت في أبوظبي الشهر الماضي على جرعتين من التطعيم، ومتابعة طبية عن بُعْد عبر الاتصال الهاتفي لمراقبة الوضع الصحي للمتطوع وبحث نتائج اللقاح. ويعتمد نجاح رحلة المتطوع على استمراره في البرنامج، طوال فترته التي تمتد إلى 49 يوماً. يأتي قرار الإعفاء من الفحوص الأخرى، نظراً لكون المتطوعين يتحتم عليهم اتباع إجراءات معينة ودقيقة، وذلك خلال جميع مراحل برنامج التجارب. أبوظبي - وام

توسيع نطاق التجارب

يأتي افتتاح مركز القرائن، في الشارقة، عقب النجاح الذي حققته العيادة الميدانية المتخصصة، التي تم افتتاحها، أخيراً، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، والتي شهدت مشاركة آلاف من المتطوعين، كما يُعتبر توسيع نطاق التجارب في جميع أنحاء الدولة جزءاً من سلسلة المبادرات الوطنية، التي تهدف لتعزيز صحة السكان، ودعم قدرات البحث والتطوير الطبي في دولة الإمارات، ويؤكد القدرة المحلية على تصنيع اللقاح، بما يتوافق مع الإرشادات الدولية التي حددتها منظمة الصحة العالمية، وهيئة الغذاء والدواء الأميركية.

وتستكمل التجارب السريرية للمرحلة الثالثة المسيرة الناجحة لتجارب المرحلة الأولى والثانية، التي أجرتها «سينوفارم» في الصين، والتي نتج عنها توليد 100% من المتطوعين للأجسام المضادة لـ(S-CoV-2) الفيروس المسبب لـ(كوفيد-19)، بعد جرعتين خلال 28 يوماً، وتتاح تجارب المرحلة الثالثة أمام المتطوعين الذين يعيشون في الإمارات، وتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، وستستمر لمدة تراوح بين ثلاثة وستة أشهر، ويُطلب من المتطوعين الوجود للمتابعة خلال تلك الفترة.

تويتر