رياضيون يكشفون عن أزمة في الإدارة.. ويؤكدون:

كرة الإمارات تتدحرج منذ التسعينات.. بلا «خطة»

صورة

عزا رياضيون المعاناة، التي تعيشها كرة القدم الإماراتية في الوقت الحالي، إلى عدم وجود خطة أو استراتيجية عمل منذ التسعينات من القرن الماضي، مشددين على أن غياب التقييم والتخطيط أفقد أنديتنا والمنتخب الوطني هويته، بعد أن واصلت الأندية المشاركة بدوري أبطال آسيا نتائجها المتواضعة في مباريات دور المجموعات، باستثناء فريق الوحدة الذي يتصدر مجموعته الآسيوية الأولى بتعادله مع أهلي جدة السعودي 1-1، وتغلبه على الشرطة العراقي 1-صفر.

وكانت فرق: شباب الأهلي والعين والشارقة قد أخفقت في تحقيق الفوز، خلال الجولتين الماضيتين، إذ خسر شباب الأهلي أمام باختاكور الأوزبكي 1-2، والهلال السعودي بالنتيجة نفسها، فيما خسر العين أمام سيبهان الإيراني برباعية والنصر السعودي 1-2، أما الشارقة فخسر أمام التعاون بهدف نظيف، وتعادل مع بيروزي الإيراني 2-2، لتتقلص فرص الكرة الإماراتية في إكمال مشوار المنافسة، قياساً بالنتائج أو المستوى الفني، في وقت بلغ فيه العين وشباب الأهلي النهائي القاري عامي 2015 و2016، على التوالي.

وقال رياضيون، لـ«الإمارات اليوم»: «إن كرة القدم في الإمارات تعاني بسبب غياب التخطيط، وبسبب التخبط، بداية من الأندية وحتى المنتخبات التي تدفع الثمن كل سنة، خلال المشاركة في البطولة الآسيوية، والاحتكاك مع الفرق الأقوى»، وأوضحوا «يجب إيقاف الهدر في المال والوقت وإعادة صياغة كرة القدم الإماراتية، بشكل يتناسب مع التطور في شتى المجالات، خصوصاً مع اختفاء المواهب، في وقت كان فيه اللاعبان الدوليان أحمد خليل وعمر عبدالرحمن قد حصلا على لقب أفضل لاعب في القارة عامي 2015 و2016، لذا نستطيع القول بأن المواهب اختفت من الكرة الإماراتية».

حكم العاطفة

أكد رئيس شركة خورفكان لكرة القدم ونجم المنتخب الوطني عام 1990، خليل غانم، أن مشكلة كرة الإمارات تحكمها العاطفة، والاستماع لرأي الشارع الرياضي والجمهور الذي لا يكون صائباً دائماً، الأمر الذي يجعل أي مجلس إدارة، سواء في نادٍ أو اتحاد يأتي بنظم جديدة، ويعمل لفترة وجوده فقط.

وقال خليل غانم: «نلعب منذ تسعينات القرن الماضي دون خطة عمل أو استراتيجية واضحة لأي مجلس إدارة، سواء في الاتحاد أو الأندية، ونعاني حالياً ممن يضع الخطط الاستراتيجية، وذلك يبدأ من القاعدة والاهتمام بالمراحل السنية من أجل البناء للمستقبل، إذ يعمل القائمون على كرة القدم على إرضاء الجمهور الذي لا يصبر ويريد أن يفوز في كل مباراة وموسم واحد فقط دون النظر إلى الأمام».

وأضاف: «نحتاج إلى النظر للأمام وتحديد أهداف والاستمرار عليها دون الاستماع إلى الجمهور الذي دائماً تكون آراؤه عاطفية ولا يعرف ببواطن الأمور، وعليه يجب أن تكون هناك دراسات وأكاديميات لبناء جيل جديد من اللاعبين، إذ إن كرة القدم الإماراتية جيل يسلم جيلاً، بداية من جيل 90، مروراً بجيل إسماعيل مطر، ثم (عموري)، والآن من الجيل القادم لكرة القدم الإماراتية».

الأندية السبب

رأى المحلل الرياضي، خالد عبيد، أن «ما يحدث في الإمارات وكرة القدم تتحمله إدارات الأندية، فهي المسؤول المباشر عن إعداد اللاعبين وتقديمهم في المسابقات الرياضية»، وقال خالد عبيد: «اكتشاف المواهب وتطويرها يأتيان في المقام الأول من الأندية، فبعد إسماعيل مطر و(عموري)، وغيرهما من هذا الجيل لم نشهد أي موهبة تستحق الإشادة حالياً، إضافة إلى استقدام مدربين يسهمون بارتقاء مستوى اللاعبين الفني والذهني والبدني».

وأضاف: «الآن مع السماح بمشاركة اللاعب المقيم وأبناء المواطنات، وإعطاء الموهوبين منهم فرصة إضفاء الجانب الفني، لكن الأندية والمجالس الرياضية والاتحاد لم تخطط للكرة الإماراتية، إذ اكتفت بالدعم المالي فقط دون الإشراف على تطبيق قاعدة اللاعب المقيم والمواليد بالشكل السليم».

التصنيف والجوائز

من جهته، أكد المدير الإعلامي السابق لنادي الوصل، عادل درويش، أن مسؤولية ما يحدث لكرة القدم الإماراتية مشتركة بين الأندية والجهات المنظمة للمسابقات المحلية والرابطة، مشيراً إلى أن الجوائز والتصنيف «مكياج مزيف»، والسلبيات لاتزال موجودة، على حد تعبيره.

وقال درويش: «هناك مسؤولية مشتركة بين أندية منتجة والجهة المنظمة للمسابقات المحلية المحترفة وهي الرابطة، فعملية البرمجة ونظام المسابقات ضعيفان، ولا يمكن أن ينتجا أندية ولاعبين قادرين على لعب مستويات أعلى مثل دوري أبطال آسيا، ونلاحظ حالياً أن مستوى بطولة آسيا متفوق جداً عن إفريقيا، لذا لابد أن نوجد نظاماً يسمح بالتدوير وهذا يحتاج إلى استمرارية المنافسات وليس التوقف، فهل يعقل إيقاف مسابقة لمدة شهر من أجل المنتخب الأولمبي، إذن لِمَ نطلق على أنفسنا محترفين؟».

وأضاف «نحتاج أيضاً إلى برمجة مسابقة كأس الخليج العربي في أيام التوقفات الدولية، ورفع نسب مشاركة لاعبين دون 23 سنة إلى النصف، وتعديل آلية اللاعب المقيم بشكل عاجل وفوري، للأسف، عمل الأندية ضعيف ومتراجع على مستوى الإنتاج والاستثمار في مراحل التكوين

وهناك فجوة واضحة بين الاهتمام والاستثمار بالمراحل المتقدمة للاعب الفريق الأول، فيما كلنا يعلم من المسؤول عن منتج كرة القدم (اتحاد الكرة، الأندية، الرابطة، المجالس الرياضية)، الأمور متشابكة على مستويين إداري وفنين وسنعاني أكثر مع الجيل القادم».

وأضاف: «كل ما يحدث حالياً هو حراك رتيب وممل في مشاهده وتفاصيله، وهو مزيد من إضاعة الوقت والمال ولا يستحق منا التركيز كمتابعين أو مراقبين، فإجراء انتخابات جديدة بنظام القوائم وتغيير نظام الانتخابات ليس ضمانة لوصول أفضل العناصر لقيادة العمل الكروي في الدولة، سواء في الاتحاد والرابطة طالما أصحاب الاختصاص الحقيقيون مبتعدون، إذ مازلنا نعتمد على المجاملات والعواطف والعلاقات في ترشيح الاسماء للقوائم، نحتاج إلى عمل مؤسسي، الكفاءات أولاً وأخيراً».

الناجح مُحارب

بدوره، قال لاعب المنتخب الوطني السابق، سالم حديد، إنه «منذ وصول الإمارات لكأس العالم 1990 إلى الآن، لا توجد لدى الاتحاد، مع تعاقب الرؤساء ومجالس الإدارات، أي خطة أو استراتيجية محددة لها أهدافها والأدوات للوصول إلى تلك الأهداف، إلا ما ندر من اجتهادات شخصية نجحت ولكن لم تستمر، إذ إن الناجح دائماً محارب».

وأضاف: «الأندية تتحمل مسؤولية هذا المنحدر لأسباب عدة منها عدم الاهتمام بالقاعدة، وتوحيد المدارس الكروية بالأندية، وعدم توفير نظام الإعداد البدني والصحي للاعبين، وغياب المتابعة والاهتمام بالموهوبين من خلال صقلهم بمراكز دولية ومدارس كروية خارجية عالمية، مثل مدرسة أياكس الهولندي وأيندهوفن وبرشلونة ومدريد وفالنسيا والعديد من المدارس الكروية المشهورة بإسبانيا والعالم».

وأضاف: «على المجالس الرياضية دور في الإشراف والمتابعة والتنسيق مع الأندية والتأهيل وعمل الدورات للمدربين والإداريين، وسن قوانين ولوائح التوصيف الإداري ومزاولة النشاط الإداري بالأندية، وعقد الاتفاقيات مع المراكز والمدارس الرياضية لصقل المواهب الكروية والتعايش الاحترافي بتلك المدارس والأندية».

وأكمل «اتحاد كرة القدم، خلال الفترة الماضية، لم تكن لديه استراتيجية وأهداف لتحديد اتجاه البوصلة، سواء فنية أو اختيار المدربين للمنتخبات الوطنية والمدارس الكروية أو إدارية من حيث الكفاءة واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، وليس شرطاً من خلال اختيار الأندية أو بالانتخاب من قبل الجمعية العمومية للمشاركة باللجان بالاتحاد، وعدم وجود قسم متخصص في الدراسات والبحوث بالاتحاد، للوقوف على السلبيات ودراستها وتقديم الحلول الأفضل والمناسبة لحلها».

نتائج الأندية في آسيا حتى الآن

شباب الأهلي خسر من باختاكور 1-2، والهلال السعودي بالنتيجة نفسها.

العين خسر أمام سيبهان برباعية، والنصر السعودي 1-2.

الشارقة خسر من التعاون بهدف، وتعادل مع بيروزي 2-2.

الوحدة تعادل مع أهلي جدة 1-1، وفاز على الشرطة 1-صفر.


- مطالب بإيقاف هدر المال والوقت وإعادة صياغة الكرة الإماراتية.

- كرة الإمارات بحاجة إلى رفع نسب مشاركة اللاعبين تحت 23 سنة.

تويتر