«أبناء الإمارات هم أساس الوطن وعماده وثروته، وليس النفط، وسوف تكون استثماراتنا فيهم. وهم الاستثمار الحقيقي الدائم، ويجب تهيئة أرض الواقع لهم، وأرض الواقع هو العمل»..تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والتي تُجسد آمال وطموحات قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو شباب الوطن أساس الحاضر وعماد المستقبل. وتُمثل تلك المقولة أيضاً نهجاً تقتدي به كافة مؤسسات الدولة في إعداد وتأهيل هؤلاء الشباب لدخول معترك سوق العمل بكافة قطاعاته العامة والخاصة. ومن تلك المؤسسات التي عملت منذ إنشائها على رفد سوق العمل بالمواطنين المؤهلين والمُدربين والحاصلين على التعليم المهني الموازي للتعليم الأكاديمي، مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، والذي يتبوأ منذ تأسيسه مرتبة الريادة والقيادة، ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الخليجي والعربي، في إطلاق برامج التعليم والتدريب المهني والتقني والتي تلبي الاحتياجات المتنامية لسوق العمل المحلية في العديد من المهن ومواقع العمل.
والأمر اللافت للنظر، أن «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني» لا يكتفي بإنجازاته في مخرجات التعليم والتدريب من خلال معهدي التكنولوجيا التطبيقية وأبوظبي للتعليم والتدريب المهني والمؤسسات التعليمية والتدريبية المنضوية تحتهما، بل يقوم المركز أيضاً بتنظيم الفعاليات والمسابقات والأنشطة على مدار العام، والتي تٌبرز مدى التطور والتميز الذي حققته الدولة في قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني. وقد جاء «منتدى القادة» الذي نظمه «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني» منذ أيام ضمن فعاليات الدورة السادسة من «أسبوع التعليم التقني والابتكار 2020» متزامناً مع احتفالات «شهر الإمارات للابتكار 2020»، الذي ينظم تحت شعار «الإمارات تبتكر للاستعداد للخمسين». وقد زخرت جلسات المنتدى بالعديد من الموضوعات والأنشطة، التي ساهمت في إبراز الدور القيادي للدولة في مجال التعليم والتدريب التقني والمهني، إذ تناولت تلك الجلسات العديد من المحاور المهمة في مجال التعليم والتدريب المهني. ومن أبرز تلك المحاور، المستقبل المهني لشباب الإمارات ومتطلبات المهارات للوظائف المستقبلية ومخاطر التكنولوجيا الرقمية ودور التعليم التقني والمهني في تعزيز فرص التوظيف والتعليم المهني وفرص العمل في قطاع الفضاء بجانب التعليم التقني والمهني ومستقبل الشباب. كما استعرض المنتدى تجربتين رائدتين لاثنين من المواطنين الشباب خريجي برنامج «تجارة التجزئة»، وهو امتداد لنجاح برنامج «نعم للعمل»، الذي ينظمه «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني» منذ عام 2013 ونجح خلاله في استقطاب وإعداد وتأهيل نحو أربعة آلاف مواطن ومواطنة للعمل في القطاع الخاص مما يثبت تميز قدرات ومهارات أبناء الإمارات على العمل في مجالات ذلك القطاع الحيوي تحقيقا لسياسة التوطين. ويستهدف برنامج «تجارة التجزئة» تأهيل نحو ألفي مواطن ومواطنة للعمل في القطاع الخاص، وقد ثبت نجاح هذا البرنامج من خلال مشاركة العشرات من أبناء الوطن في العديد من مؤسسات القطاع الخاص، وقد جاءت تجربة المواطنَين اللذين استضافهما المنتدى خير برهان على نجاعة ذلك التوجه إضافة إلى أنه دافع لبقية المواطنين الباحثين عن عمل ومستعدين لخوض غمار تجربة جديدة في قطاع التجزئة.
ومما لا ريب فيه أن نجاح «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني» منذ إنشائه في سد ثغرة كبيرة في سوق العمل من خلال إعداد وتأهيل المئات من المواطنين في مجال التعليم والتدريب المهني، يعكس مدى الحاجة لتطوير ذلك المجال بتأسيس دائرة أو هيئة للتعليم والتدريب المهني تقوم بدور أكبر في مجال التشريع والإشراف على التنفيذ على ذلك القطاع الاستراتيجي لكي يشهد دفعة أكبر نحو تطوير المستقبل المهني للمواطنين.